في جلسات مغلقة، انطلق يوم الإثنين 13 فبراير 2012 بمراكش الاجتماع نصف السنوي لمجموعة تقييم وتنفيذ المبادرة الشاملة لمحاربة الإرهاب النووي، ولم يسمح للصحافة بالحضور إلا مدة نصف ساعة من الجلسة الافتتاحية قبل أن يطلب منهم مغادرة القاعة. وحسب المعطيات التي كشف عنها الملف الصحفي، شارك في هذا الاجتماع حوالي 200 خبير دولي ينتمون إلى 82 دولة شريكة لمجموعة تقييم وتنفيذ المبادرة الشاملة لمحاربة الإرهاب النووي ضمنها "إسرائيل" و 5 دول عربية فقط هي المغرب والبحرين والسعودية، وليبيا والإمارات، وغاب اسم إيران عن لائحة الدول المشاركة. وقال ناصر بوريطة الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية للتجديد إن الاجتماع ينظم بالتعاون مع كل من روسيا والولايات المتحدة وهما راعيا المبادرة، إضافة إلى اسبانيا بصفتها منسقة للمجموعة، مضيفا أن أهمية الاجتماع تتجلى في انعقاده قبيل المؤتمر الثاني حول الأمن والسلامة النووية الذي ستحتضنه العاصمة الكورية الجنوبية "سيول"شهر مارس المقبل، إضافة إلى أنه مناسبة على للتوقيع على عدد من الوثائق الهامة والتي ستوجه سياسية المبادرة في السنوات المقبلة سواء في ما يتعلق بتجديد الخطر النووي، أو تحديد الحوادث النووية. وأوضح بوريطة أن الاجتماع ينعقد في الوقت الذي تتحدث التقارير عن سرقة واختفاء مجموعة من المواد النووية أو المشعة، ذلك أن تقارير الوكالة الدولية تقول إن العالم سجل 174 حادثة من هذا النوع، منها ما هو مرتبط بمواد خطيرة جدا، ولذلك يأتي هذا الاجتماع من أجل تنسيق الجهود لكي لا تقع مثل هذه المواد في إجرامية خطيرة. وأشار أنه لا يجب أن ننسى أن هذا الاجتماع يؤكد انخراط المغرب في الجهود الدولية، ورؤية جلالة الملك القائمة على التوازن التام بين نظام شفاف وانخراط مسؤول للجهود الدولية في تنظيم الانتشار النووي، وبين الدفاع عن حق الدول النامية بما فيها الدول الإفريقية والعربية في الاستعمال النووي للأغراض السلمية. في السياق ذاته يتوقع أن يصادق المشاركون في نهاية الاجتماع الذي سيتمير الى غاية 16 من الشهر الجاري على الوثائق النهائية للمجموعتين المنبثقتين عن المبادرة واللتين تترأسهما كل من هولندا وأستراليا، كما سيتم دراسة مشروع وثيقة حول اختصاصات مجموعة عمل (مواجهة الأخطار وتخفيف الآثار) التي أسندت رئاستها للمغرب عقب انتخابه في الدورة السابعة لاجتماع المبادرة المنعقدة ب(ديجيون) بكوريا الجنوبية في يونيو 2011. يذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أطلقا المبادرة الشاملة لمحاربة الإرهاب النووي في يونيو 2006 لتعزيز الشراكة والقدرات الوطنية والدولية لمحاربة التهديدات المتعلقة بالإرهاب النووي ومنع حيازة المجموعات الإرهابية للمواد النووية والمشعة.