استجابة للإملاءات الغربية في الحملة على المدارس القرآنية والدينية أوقفتالسلطات الباكستانية تمويل 115 مدرسة دينية اتهمتها بأنها (تروج للأفكار الإرهابية، وتدعم التعصب الديني). جاء ذلك في تصريح أحد أعضاء مجلس الرقابة الباكستاني(مفتي عبد القوي) للصحفيين الأحد 2-6-2002بقوله: (لن تحظى هذه المدارس بأي مساعدة من الحكومة، وسيتم إخضاع كافة أنشطتها للرقابة؛ حيث تم إدراجها على القائمة السوداء ضمن المؤسسات التي تدعم الأنشطة الإرهابية)على حد قوله. وأضاف (لا مكان لهذه المؤسسات التي تستغل المشاعر الدينية لدى المواطنين وتساهم في إثارة العنف الطائفي والإرهاب), مشيرا إلى أن (الحكومة ستبقي على الإعانات التي تقدمها دول إسلامية وبنك التنمية الإسلامي لحوالي 8000 مدرسة, كما ستواصل مساعدة تلاميذ المدارس الداخلية، ودفع رواتب نحو 31 ألف مدرس في هذه المدارس). وقد سبق لأحدى الصحف الباكستانية(ذو نيوز)أن نشرت عزم السلطات الباكستانبة على إنشاء( بنك معلومات) حول طلاب المدارس القرآنية، يعمل على تأمين معلومات أساسية عن كل طالب ومدرس في هذه المدارس. وأضافت الصحيفة في عددها الصادر السبت 8-12-2001 (أن الولاياتالمتحدة قدمت 100 مليون دولار إلى باكستان لإطلاق برنامج رقابة على هذه المدارس القرآنية،التي تزعم واشنطن أنها( وكر للتطرف). وقالت (ذا نيوز): (إنه سيكون من بين أهداف هذا البرنامج الرقابة على منشورات هذه المدارس، ودور النشر التابعة لها). وأضافت(أن الخطة تقضي بتشكيل خلية خاصة من أجهزة الاستخبارات الباكستانية، يتم تدريبها على التسلل إلى هذه المدارس، ومراقبة الطلاب والمدرسين الذين يجرون اتصالات مع الخارج، وخصوصا أولئك الذين أقاموا سابقا في أفغانستان). وتعتمد الخطة الحكومية الباكستانية على تحديث هذه المؤسسات التعليمية، ودمجها بالمؤسسات التعليمية الرسمية، والتحقيق حول الطلبة الدارسين بها، وترحيل الطلبة الأجانب المشتبه فيهم، وإلغاء المدارس المشتبه فيها، وتتضمن أيضا سنّ قانون يوجب على هذه المدارس أن تُسجَّل لدى الجهات الرسمية، وتتضمن شروط تسجيل المدرسة لدى الجهات الرسمية أن تقوم بإغلاق جميع مصادر التمويل الخاصة بها المحلية والأجنبية. للذكر فقد عارض شيوخ باكستانيون ما تقدم عليه السلطات الباكستانية من تضييق على المؤسسات الدينية ،فقد صرح أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان في وقت سابق الشيخ (فضل الرحمن) بالقول: (إن أي قوانين حكومية تضيق من حرية المدارس الدينية تحت لافتة مقاومة الإرهاب ستقاوم بقوة من قبل الشعب). ولن نسمح للحكومة أن تقضي على هذا النظام التعليمي لنشر العلوم الإسلامية في باكستان). من جهته أشار الشيخ (حسن جان)عضو جمعية علماء الإسلام، أحد البارزين من علماء ولاية سرحد في شمال غرب باكستان، إلى أن حكومة مشرف تقوم بوضع القوانين الجديدة للمدارس الدينية تحت الضغوط الأمريكية. وأضاف جان أن القوانين الجديدة التي تزمع الحكومة تطبيقها تتطلب تغيير مناهج التعليم في المدارس الدينية، وإدخالها تحت رقابة الحكومة. للإشارة فعدد المدارس الدينية في باكستان يبلغ 4500 مدرسة منتشرة ،يعتمد تمويلها بشكل أساسي على أوقاف بالإضافة إلى مساعدات الجمعيات الأهلية والأهالي، وهي مؤسسات تعليمية منظمة، لها قواعدها الخاصة، وتعمل في باكستان منذ قرون طويلة. وتقوم هذه المدارس بتوفير المأكل والنفقات لأكثر من نصف مليون طالب يتلقون فيها التعليم الديني،فكلمة (ملا) التي تُطلق على قائدي حركة طالبان تعني(طالب الدين)، هذا ماجعل القوى الغربية - خاصة الأمريكية منها- تتحرك سياسيا وماديا لتحجيم أدوار هذه المؤسسات . عبدلاوي لخلافة