اعتبرت فاطمة النجار، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، ومسؤولة قسم الشباب، أن الربيع العربي خلف أجيال الثورة والتخطيط والابتكار، فأصبح الشباب جزءا من الحل والريادة، كما خلف تحديات كبيرة أمام الفاعلين في مجال الدعوة والتربية، منها "فعالية الإسهام في ترشيد التدين، وتعزيز سمو المرجعية الإسلامية"، وأكدت النجار في مداخلة لها بالملتقى الجهوي لأطر العمل التلمذي، الذي نظمته الجهة الكبرى للقرويين، واختتم أول أمس بفاس، -أكدت-، أن حركة التوحيد والإصلاح، انطلقت شبابية طلابية واهتمت ببناء الإنسان منذ السبعينات، تضيف المتحدثة، "وكان الاهتمام بالشباب، ليصبح بعد ذلك التلميذ أولوية في عمل الحركة، ثم جاءت نظرية التلميذ القضية"، وشددت المتحدثة على أن المرحلة التلمذية، من الروافد المهمة للعمل الطلابي، "ومن خلالهما تتجدد حركة التوحيد والإصلاح بشبابها"، كما اعتبرت أن "التلاميذ الشباب قضية مجتمعية، وحركة التوحيد والإصلاح اليوم، أمام دورة تجديدية حقيقية، للحفاظ على الثوابت وتقويتها وتوسيعها". وخلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، أكد علي الطاهري الجوطي، في كلمة باسم المكتب التنفيذي الجهوي لحركة التوحيد والإصلاح، على ثلاث نقط، وهي "أهمية الإخلاص"، و"ثبات الأهداف"، و"ضرورة تجديد الوسائل في العمل التلمذي"، وشدد الجوطي على أنه "كلما كان الإخلاص كان النجاح والتفوق"، و"كلما لامس الخطاب انشغالات التلاميذ وأحاسيسهم، كانت الاستجابة"، و"كلما كانت القدوة الصالحة كانت الاستجابة". كما اعتبر عيسى البعير، عضو المكتب التنفيذي الجهوي، والمسؤول عن القسم التلاميذي، أن الملتقى ينعقد في ظل التحولات التي يعيشها المغرب، وقال البعير في ذات الجلسة الافتتاحية، "على قدر المكاسب والفرص التي فتحتها التحولات التي يعيشها المغرب، لمشروع حركتنا الإصلاحي، على قدر التحديات التي نواجهها والمرتبطة أساسا بتأطير الشباب، ومعالجة القضايا الفكرية التي يطرحها المخاض الاجتماعي والسياسي الحالي، وكذا تقوية وتثمين الدور الدعوي الاستراتيجي". وتطرق محمد بن عواد، في عرض له حول '"ثلاثية بناء العمل التلمذي من خلال منظوماتنا التربوية''، إلى ثلاث محاور كبرى، وهي "ثلاثية التمركز الحركي، وثلاثية التميز التلمذي، وثلاثية البناء الشبابي"، بالإضافة إلى "الثلاثية الناظمة للمنظومة التربوية"، كما تناول العرض أيضا "خلاصات الهندسة البيداغوجية للمنظومة". وتخللت الملتقى، ندوة تفاعلية حول أهم ملفات العمل التلمذي، أطرها أعضاء القسم الجهوي التلمذي، وعرف اليوم الثاني من الملتقى، عرضا للأستاذ محمد الطلابي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، وتطرق ل''مشروع الحركة الإصلاحي، ونعمة الربيع العربي''، وناقش الفرص والتهديدات قبل وبعد الربيع الديمقراطي، بالإضافة إلى مآل الربيع العربي، وتحدث طلابي عن الحاجة إلى "التجديد الفكري للمفاهيم، للسير نحو نهضة الأمة وبناء حضارة إسلامية تقود العالم"، ويرى طلابي أن الأمة لن تنهض إلا إذا توفرت الشروط الخمس للانتاج الحضاري، وهي "الدولة والأمة والوطن واللسان والرسالة"، بالمقابل، تطرق المتحدث إلى الفرص المتاحة لنهضة الأمة، وهي الهجرات الأربع، "الهجرة إلى الله، الهجرة الى الحريات السياسية، الهجرة من الحضارة المادية، والهجرة من الدولة القطرية الى التكثلات". وخلال اليوم الثاني من الملتقى، أكدت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء المغربية، في عرض لها حول ''الشباب والدستور الجديد''، على ضرورة "التعامل مع الشباب كفاعل وليس كفئة مستهدفة"، وتطرقت إلى ما ورد في الدستور الجديد من جوانب حقوقية وجوانب متعلق بالمجتمع المدني، وكل ما يؤطر العمل الشبابي، وتحدث القروري عن الفرص المتاحة للعمل الشبابي من خلال الدستور الجديدة، وشددت على ضرورة اغتنام الفرص المتحة، والمبادرة والاقتحام، والإصرار على التنزيل السليم لبنود الدستور، المرتبطة بالمجتمع المدني والشأن الشبابي. وفي تصريح ل"التجديد"، أكد عبد الحي الوادي، مدير "دورة التمكين" للملتقى الجهوي، أن الملتقى يأتي من "أجل التواصل مع القيادات الوطنية والجهوية لحركة التوحيد والإصلاح، وكذلك من أجل رصد التوجه الاستراتيجي للعمل التلمذي، في ظل التحولات الجارية، ومن أجل الإطلاع على المشاريع الكبرى للعمل التلمذي"، واعتبر الوادي، أن الملتقى، يأتي أيضا للمساهمة في تأهيل أطر العمل التلمذي بالجهة، تماشيا مع الأولويات والتوجهات الكبرى للحركة. واختتم الملتقى بتكريم مسؤولي العمل التلمذي في المرحلة السابقة، كما عرضت مشاركات شبابية في مسابقة الفيلم التربوي.