قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي «إن الاتحاد الافريقي لا يستطيع الاستغناء عن بلد هام مثل المغرب»، وأكد المرزوقي يوم الأحد 29 يناير 2012 بأديس أبابا، في افتتاح القمة ال18 لرؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الافريقي، أن وجود المغرب خارج المنظمة الإفريقية، «خلل كبير ينبغي تصحيحه»، كما اعتبر أن «تفعيل اتحاد المغرب العربي ضرورة ملحة، وأنه لا ينبغي أبدا أن تكون تسوية قضية الصحراء شرطا مسبقا لإعادة إحياء اتحاد المغرب العربي». وكان سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، قد التقى صبيحة أمس الإثنين بأديس أبابا، نظيره الإثيوبي، وأكد العثماني عقب اللقاء، على أن «المغرب وإثيوبيا عازمان على تطوير تعاونهما الثنائي في جميع المجالات لخدمة شعبيهما والقارة الإفريقية»، وتباحث العثماني، أول أمس الأحد، مع العديد من وزراء الشؤون الخارجية، لدول إفريقية، المشاركون في القمة ال18 لرؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الافريقي التي أختتمت أمس. وأكد خاد الشكراوي، أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس، أن مستقبل العلاقات المغربية الإفريقية، «سيستفيد من استغلال ظرف جديد، متمثل في تغيير الحكومة المغربية، ووجود مشروعية سياسية جديدة، افتقدتها الحكومات السابقة»، ويرى الشكراوي في تصريح ل»التجديد»، أن حضور سعد الدين العثماني في أديس أبابا، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، «يمثل مدى عمق وتجدر المغرب في القارة الإفريقية، وضرورة بقاءه في الساحة الإفريقية»، ويرى المتحدث أن الاتحاد الإفريقي يعيش أزمة كبيرة على مستوى التسيير والتدبير، وأضاف قائلا، «هناك صراع أقطاب بين نيجيريا وجنوب إفريقيا، والعديد من الدول، تريد من المغرب الرجوع إلى المنتظم الإفريقي، لكن أسباب النزاع لازالت حاضرة»، وخلص الشكراوي إلى أن «المغرب لجأ إلى ربط علاقات ثنائية بينية مع الدول الإفريقية، مما قد يؤسس لظروف جديدة للبحث عن حل مشرف لجل الأطراف». وكان سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، قال في ندوة صحفية عقب لقاء مع السفراء العرب والأفارقة المعتمدين بالمغرب، أن المغرب «ليس عضوا بالاتحاد الإفريقي، لكنه رغم ذلك لم يغادر الفضاء الافريقي، ويتجلى ذلك في علاقات التعاون والمبادرات القائمة بين المغرب والبلدان الافريقية». وانسحب المغرب من الاتحاد الأفريقي، «منظمة الوحدة الأفريقية سابقا»، في عام 1984، إثر حصول الجمهورية الصحراوية الوهمية، على دعم وتأييد عدد من الأعضاء، للحصول على عضوية المنظمة، وعلى مدى الثلاث عقود الأخيرة، سحبت ثلثي دول القارة الإفريقية «35 دولة» اعترافها بالبوليساريو.