عاشت مدينة فاس طيلة يوم الخميس الماضي، حالة من الفوضى والاحتجاج، بعد أن شل إضراب عمال ومستخدمي الوكالة المستقلة للنقل الحضري -الذي لم يستغرق ثلاث ساعات- حركة النقل في أغلب شوارع وأحياء المدينة، واستنكر المواطنون عدم تمكنهم من الوصول إلى مكان عملهم، وشهدت المدرجات بالجامعة وفصول الدراسة ببعض المدارس غياب عدد كبير من الطلبة والتلاميذ والأساتذة، وقامت احتجاجات للمواطنين في عدد من الشوارع والأحياء، كما نشط النقل السري في كل من «باب الفتوح» و»عوينات الحجاج» و»الأطلس» و»سيدي بوجيدة» و»بنسودة»، وغيرها من المناطق التي تعرف إقبالا كثيفا على الحافلة كل يوم. وعلمت «التجديد» أن بعض طلبة السنة الثانية شعبة البيولوجيا والكيمياء والجيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات تم إقصائهم من الامتحان، بعد أن تعذر عليهم الوصول إلى الكلية في الوقت المحدد. وعاينت «التجديد» غياب الأمن عن بعض الشوارع كالمعتاد، كما هو الحال في ساحة «باب الفتوح» التي تعرف نشاطا مستمرا لسيارات النقل السري وخرق القانون من طرف سيارات الأجرة، التي تحولت بدورها إلى سيارات للنقل السري بعد أن عمد بعض السائقين إلى إفساح المجال أمام ركوب أكثر من خمسة أشخاص بمبلغ 5 دراهم للفرد، في الخط الرابط بين «باب الفتوح» وساحة «لافياط» إحدى واجهات المدينة. وفي سياق متصل، أكد عمال ل»التجديد»، أنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ أزيد من شهرين، ويعانون من التأخر في صرف رواتبهم بشكل مستمر، وكشف مصدر نقابي، أن مدير الوكالة يلجأ إلى الطرد التعسفي لكل مستخدم أو عامل يناقش وضعية الشغيلة، وأضاف أنه تم طرد بعض المستخدمين قبل أن يتم إرجاعهم. وهو ما يعيد للأذهان واقعة الطرد الذي لحق عبد اللطيف الإسماعيلي منذ شهور والذي حكمت المحكمة الابتدائية مؤخرا بتعويضه، قبل أن تستأنف الوكالة الحكم. وعلمت « التجديد» أن العمال أوقفوا إضرابهم بعد حوار مع مدير الوكالة، وعدهم خلاله بأن تسوى وضعيتهم المادية بعد يومين كأقصى تقدير، ولم يتسنى ل«التجديد» التأكد من توصل العمال والمستخدمون بروابتهم. من جهة أخرى، عبرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية والسياسية بالمدينة عن استيائها من تدهور أسطول النقل بالمدينة أمام صمت المسؤولون وطالبوا في اتصال ل»التجديد»، بإجراء افتحاص مستقل للوكالة المستقلة للنقل الحضري، وأكد عضو بمجلس المدينة ينتمي للمعارضة أن مجلس المدينة طرف في وصول الوكالة إلى حالة الفوضى التي تعيشها، وأفاد مصدر من الوكالة رفض الكشف عن اسمه عن وجود عشرات الموظفين الأشباح الذين يتقاضون أجرا.