يرى الباحث التربوي والناشط الأمازيغي امحمد عليلوش، أن مسألة اللغة الأمازيغية تستدعي اختيار إستراتيجية تنمية اللغات بالمغرب على قاعدة الديموقراطية الثقافية واللغوية، وذلك بغية الحد من سلبيات العولمة وتداعياتها، وهو ما يرمي إلى الإرساء التدريجي للتماسك الثقافي واللغوي على قاعدة تنمية التعدد والاختلاف وصيانتهما وحسن تدبيرهما وذلك بهدف التوصل إلى رؤية واضحة حول الإشكالية الأساسية لملف تدريس اللغة الأمازيغية، والذي أصبح اليوم من بين الملفات التي تحظى بنقاش كبير، مع إمكانية البحث والتوصل إلى مقترحات لتجاوز هذه الإشكالية التي تعاني منها عملية إدماج اللغة الأمازيغية داخل المنظومة التربوية المغربية. وأكد امحمد عليلوش أن بحثا ميدانيا،أجراه، شمل عينة موزعة على 9 نيابات تعليمية بمختلف أكاديميات المغرب، وتم التوصل إلى أن أشياء جميلة تقال نظريا بخصوص تدريس اللغة الأمازيغية مجموعة ير أنه من الناحية التطبيقية توجد ثغرات ونواقص تواجه إنجاح التجربة من بينها: 1.نظرياً تُقال أشياء جميلة بخصوص تدريس اللغة الأمازيغية، غير أنه من الناحية التطبيقية توجد ثغرات ونواقص تواجه إنجاح التجربة. .عدم قيام الوزارة الوصية بمساءلة الأكاديميات والنيابات، التي تمتنع عن تنفيذ مضامين المذكرات الوزارية المتعلقة بتدريس اللغة الأمازيغية، مؤكدا أنّ تدريس هذه الأخيرة لا يدخل ضمن المبادرات والبرامج الخاصة بالأكاديميات في إطار استقلاليتها، بل هو قرار وطني مركزي. 3.عدم وجود أو عدم تفعيل جهاز مركزي يراقب ويتابع تدريس الأمازيغية، جعل هذه العملية تعاني من اكراهات عملية ومنهجية وحتى تدبيرية لها من الأثر السلبي. 4.تدريس الأمازيغية يعاني أيضاً من مشكلة تكوين أساتذة هذه اللغة، والذي يقتصر على ثلاث دورات فقط في السنة والتي لم يتم احترامها فعليا، وبالتالي فهو تكوين ضعيف ومتعثر ويطرح سؤال الجودة بشكل حاد. 5.تراجع تدريس الأمازيغية في عدد كبير من المدارس التي كانت تدرس فيها من قبل، وذلك بسبب عدم توفير الموارد البشرية اللازمة لإنجاح هذه العملية، حيث تم إصدار قرار تدريس اللغة الأمازيغية دون أن تعمل على تهيئة الشروط وتخصيص الإعتمادات والوسائل المطلوبة لتحقيق هذا المشروع، مما أدّى إلى تعثره الدائم، بل وتراجعه في العديد من المناطق. 6.استمرار تعامل المسؤولين التربويين مع مادة الأمازيغية كما لو أنها ذات وضعية «غير واضحة» في التعليم، مما أدّى إلى عدم إدراجها في البرامج المختلفة. 7.هناك خلل في الخلية المكلفة بتدبير وتتبع الأمازيغية سواء على المستوى المركزي والجهوي والمحلي. 8.يعاني درس الأمازيغية من الارتجال الشيء الذي يقر بعدم نجاعته، فباستثناء بعض المدارس التي تبنت تجربة التخصص، يتم الحرص فيها على الالتزام بالاختيارات والتوجهات، في المستويات الأولى، تظل الأمازيغية غائبة في المستويات الأخرى. 9.فاقد الشيء لا يعطيه، هي اللازمة التي تتردد عند جل مدرسي (ات) الأمازيغية بجميع النيابات التي شملتها الدراسة. 10.تدرس الأمازيغية في غياب تام للأدوات الديداكتيكية اللازمة لتسهيل تعليمها ولمعاجم خاصة بها وقواميس متخصصة. 11. تدرس الأمازيغية في غياب الكتاب المدرسي وفي ضعف التكوين الأساسي وغياب التكوين المستمر وفي أقسام بها حساسيات مقاومة: مرة ثقافية وتارة سياسية وإيديولوجية. في أحيان أخرى هي ضحية أحكام قيمة تعتبر تدريس الأمازيغية إلى جانب اللغات الأخرى مضيعة للجهد والوقت.