خلصت أطروحة دكتوراة في موضوع «»تجديد الخطاب الديني بالمغرب- إصلاح الحقل الديني نموذجا-»، إلى أنه رغم الايجابيات الكثيرة لمشروع إصلاح الحقل الديني، فإن هناك تحديات كبيرة تواجهه، منها «عدم ربط مشروع الإصلاح بأحداث عابرة»، و»التفاعل مع السياسات العامة للدولة»، و»تأهيل الموارد البشرية»، و»دعم المؤسسات العلمية»، و»إشراك جميع الفاعلين الدينيين»، و»القدرة على الحفاظ على الوسطية»، وكذا «التفاعل الإيجابي مع صحوة التدين في المجتمع المغربي»، ثم «الانتقال من الإصلاح الشكلي إلى إصلاح المضمون»، بالإضافة غلى عدم «الإفراط في الخصوصية المغربية»، و»الحرص على استقلالية العلماء». بالمقابل، اعتبر الباحث محمد البوعبدلاوي، الذي حصل على ميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع، خلال مناقشته لأطروحته الأسبوع الماضي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن «الخطاب الديني بالمغرب منذ بداية حكم الملك محمد السادس، عرف تجديدا كبيرا على مستوى الشكل والمضمون أيضا، تجلى ذلك في مشروع إصلاح الحقل الديني»، الذي أعاد النظر في هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويرى البوعبدلاوي، أن مشروع الإصلاح «بعث مؤسسة العلماء من جديد، حيث أسس المجلس العلمي الأعلى وعمم المجالس العلمية على كافة الأقاليم المغربية، وأحيى رابطة علماء المغرب من جديد، باختصاصات جديدة»، يضيف الباحث، «كما أنه اهتم بالتعليم الديني من خلال إحداث مديرية خاصة بالتعليم العتيق، وإعادة الاعتبار للمدارس العتيقة ودمجها في المنظومة التربوية الرسمية». من جهة أخرى، اعتبر البحث أن ميثاق العلماء، «هو عبارة عن برنامج يروم تأطير أئمة المساجد وتبصيرهم بأمور دينهم، خصوصا وأن أغلب هؤلاء الأئمة يحفظون القرآن فقط، وليس لهم مستوى تعليمي معتبر، ولا يتوفرون على الحد الأدنى من العلوم الشرعية»، وتطرق أيضا غلى «إصدار دليل للإمام والخطيب والواعظ، لضبط وتقنين المهام الدينية، حتى لا تبقى خاضعة للفوضى والمزاجية، ويكون بمثابة نظام أساسي أو قانون داخلي يضبط العلاقة بين القيمين الدينيين والوزارة الوصية». وسجل البحث عددا من إيجابيات الإصلاح، منها، «إعادة الاعتبار للإسلام باعتباره الدين الرسمي للدولة، والتأكيد على أنه دين شامل وصالح لكل زمان ومكان، حيث أصبح إصلاح الحقل من كبرى منجزات عهد الملك محمد السادس حسب التقارير الدولية والوطنية»، و»تقوية الجبهة الدينية في مواجهة الجبهة اللادينية المغربية»، ثم «إعادة الاعتبار نسبيا لمؤسسة العلماء وبعثها من جديد»، بالإضافة إلى «إشراك المرأة في تدبير الشأن الديني من خلال تجربة الواعظات والمرشدات»، و»وضع حد للفوضى التي كان يعرفها الشأن الديني في المساجد وبعض دور القرآن في فترة حيث كان بعض الشباب المتحمسين يفرطون في نشر ثقافة اليأس والإحباط، ويميلون إلى التشدد والتعسير»، و»الاهتمام بالقرآن الكريم حفظا وتعليما وتجويدا وذلك من خلال طبع وتوزيع المصاحف القرآنية، والترخيص للكتاتيب القرآنية، وإحداث الجوائز الوطنية والدولية»، ثم أخيرا «العناية بالثقافة الإسلامية وذلك من خلال نشر التراث الإسلامي عموما والمغربي على وجه الخصوص، وإصلاح التعليم العتيق والعناية بأهله».