أكد أحمد الشراك السوسيولوجي والأستاذ الجامعي، أن القراءة مسؤولية الدولة أما وزارة الثقافة فهي وصية على القطاع من الناحية السياسية فقط، وأضاف في مداخلته في ندوة علمية حول "القراءة والرهان الثقافي بالمغرب"، أن وزير الثقافة لا يتحمل المسؤولية في حل المعضلة الثقافية في المغرب رغم الانتقاد الذي توجهه الطبقة المثقفة للوزير حميش. وأشار الشراك الباحث بمركز الدراسات والأبحاث النفسية والاجتماعية، أن حل مشكلة القراءة العمومية مدخل من المداخل الممكنة لتحقيق الأمن الثقافي في البلد، ودعا إلى جعل القراءة سلوكا في متناول المغاربة عبر تشجيع الكتاب وأن يصبح الكتاب بندا ورقما في السياسة العمومية. من جهته، قال الفيلسوف المغربي ادريس كافي، إن المجتمع الذي لا يقرأ لا يتطور والقراءة عشق ومتعة، قبل يتساءل عن أهمية الحديث عن الشأن الثقافي في المغرب في الوقت الذي تنعدم فيه القراءة، ويطرح الاستفسار حول المثقف والصورة التي يقدمها عن نفسه وطبيعة الثقافة السائدة، ثم نوعية الثقافة التي نحتاجها، وشدد على أن قيم القراءة ليست الأخلاق والمعاملات وإنما ممارسة الفعل في نمط الحياة، مستعرضا نماذج من المثقفين "الصعاليك" الذي كانوا يحثون على القراءة، وقال كافي الكاتب العام للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بفاس "رغم مسائلهم الذاتية المتمثلة في سلوكاتهم غير العادية فقد أسسوا صروحا أدبية". ثم ختم مداخلته في الندوة التي احتضنتها دار الثقافة بفاس أول أمس، بالتأكيد على أن جوهر القراءة هو القدرة على إبداء المتعة لدى القارئ. وفي سياق متصل، أوضح جمال بوطيب باحث أكاديمي في النقد، أن الرهان الثقافي في علاقته بالراهن يتطلب التعرف على موقع المتناقضات من خلال محطة العزوف عن القراءة ومحطة تربة الممكنات ثم محطة الرصد، وأكد بوطيب الشاعر والقصاص في مداخلته في الندوة العلمية، أن التحدث على الرهان مرتبط بالإصلاح والزمن والممكن والثقافة سواء العارمة أو الشعبية. يذكر، أن الندوة العلمية نظمت على هامش المعرض الجهوي الثاني للكتاب والنشر الذي اختتم أمس، والذي تنظمه وزارة الثقافة بجهة فاس بولمان تحت شعار "سؤال القراءة وتحديات العصر".