أعطى التقرير الرابع للتنمية الثقافية الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي،أرقاما سوداء عن واقع قطاع النشر والمقروئية في العالم العربي، وكشف التقريرالسنوي الرابع، الذي عرض في مؤتمر "فكر" بدورته العاشرة، المنعقدة مؤخرا في دبيبالإمارات العربية المتحدة. عن تدهورنسبة القراءة بين العرب، مقارنة بالغربيين الذين يقضون ساعات طويلة في القراءة. وفي الوقت الذي يشكل فيه متوسط قراءة الفرد الأوروبي نحو 200 ساعة سنويا، تتناقص القراءة لدى الفرد العربي إلى 6 دقائق سنويا. وكان استطلاع للرأي أجرته (ياهو مكتوب للأبحاث) في غضون السنة الجارية، كشف أن ربع سكان العالم العربي نادرا ما يقرؤون كتبا بهدف المتعة الشخصية أو لا يقرؤون أبدا، وقد شملت الدراسة 3503 شخصا من: الجزائر، البحرين، مصر، العراق، الأردن ، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، عمان، فلسطين، قطر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، واليمن. ووفقا لهذا الاستطلاع، فقد ظهر أن 24 بالمائة من المغاربة فقط لهم رغبة في القراءة، ويمثل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 46 و 50 الفئة الأكثر اعتيادا على القراءة، في حين تكون القراءة بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و 45 مناسبتية ولا يواظبون على قراءة الكتب، في الوقت الذي تعرف الفئات الشابة بالمغرب عزوفا كبيرا عن القراءة. كما أكد على هذه القطيعة والهجران للكتاب، تصنيف المغرب في الرتبة 162 بلائحة القراءة حسب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وفي استطلاع لمؤسسة الفكر العربي، بدا أن الشباب العرب يعانون من فجوة معرفية أبقتهم في دائرة التابع، المتلقي، المستهلك، غير المستفيد من موارده الطبيعية والبشرية وجعلته غير عابئ بإنتاج المعرفة بلغته العربية، إلا في مساحات اجتهادية محدودة، من خلال قائمة تضم 27 أديبا وأديبة لقياس معرفة الشباب بهم ومدى اطلاعهم على هؤلاء الأدباء. وتضمن التقرير الذي شارك في إنجازه نخبة من الخبراء والباحثين العرب، وضم هيئة استشارية من مختلف الاختصاصات العلمية، خمسة ملفات أساسية هي التعليم "التعليم الجامعي وسوق العمل•• اختلالات على الجانبين"، المعلوماتية "قضايا الشباب العربي على الإنترنت"، الإبداع الأدبي "كتابات الشباب العرب"، الإبداع في السينما والدراما "السينما عشية الربيع العربي"، والمسرح "المسرحية والنفق المظلم"، والأغنية "المضمون الثقافي للأغنية العربية"، بالإضافة إلى ملف الحصاد الثقافي السنوي• واعتبر علي الشعباني أستاذ علم الاجتماع، أن موضوع القراءة، كلما أثير إلا وتظهر الأرقام بأن العالم العربي والمغرب ضمنيا، أن القراءة ضعيفة ومنخفظة إلى أدنى المستويات، والأرقام عموما تنتجها عوامل متعددة، منها ما يرتبط بالمستوى الثقافي العام، أو بالمنظمومة التعليمية، ومنها ما يرتبط بالوضع الاقتصادي والاجتماعي...وأضاف الشعباني في تصريح ل "التجديد" بأن المسؤولية تتحملها الاستراتيجيات التي تنهجها الجهات المعنية، موجها إلى ضرورة انتهاج سياسة ثقافية ممنهجة، سهلة ومبسطة، من شأنها أن تشجع على القراءة، بكيفية متواصلة، على اعتبارأن القراءة جزء من التربية ينبغي أن يتبناها الجميع بدءا من الدولة مرورا بالأسرة والمدرسة... وفي موضوع ذي صلة، أطلقت اللجنة التكوينية المركزية لمنظمة التجديد الطلابي، على هامش الملتقى الوطني الأول الذي نظم بالرباط خلال الأسبوع الماضي. (أطلقت) حملة وطنية للقراءة. وذكرت الورقة المؤطرة للحملة –الممتدة مابين فاتح دجنبر إلى فاتح ماي من السنة الجارية- أن "فعل القراءة يأخذ محور الدوران في هذه الأمة، وليس عبثا أن أول آية نزلت كانت قول الحق تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ.} . مؤكدة في ذلك على هذه الحقيقية انطلاقا مما عبر عنه المفكر الإسلامي مالك بن نبي بكون الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها، وأن فعل القراءة به حياة الأمم وزوالها. وانطلاقا من ذلك شددت الورقة على تأسيس فعل المعرفة السليمة، مشيرة إلى "أن الإيمان بلا " اقرأ " سيصبح خرافة، وأن الدعوة بلا " اقرأ " ستصبح تنفيرا، وأن العبادة بلا " اقرأ" ستصبح بدعة، وأن الجهاد بلا " اقرأ " سيصبح إرهابا".