أدى الرئيس التونسي الجديد محمد المنصف المرزوقي، أول أمس، اليمين الدستورية أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بحضور كبار مسؤولي الدولة. وأقسم المرزوقي واضعاً يده على القرآن الكريم على “الحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري” وعلى “احترام القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة” والعمل على “حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات” وعلى “الوفاء لأرواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الأجيال وتجسيد مبادئ الثورة” . كما أعلن استقالته من رئاسة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية. ومن المتوقع أن يكون المرزوقي قد كلف، أمس (الأربعاء)، حمادي الجبالي أمين عام حزب النهضة وعضو المجلس الوطني التأسيسي، برئاسة الحكومة، كأول إجراء يقوم به الرئيس الانتقالي الجديد في انتظار تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية. وسيتولى المرزوقي بمقتضى الفصل العاشر من القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطات، تعيين مفتي الجمهورية فضلاً عن التعيينات والإعفاءات في الوظائف العسكرية العليا وفي الوظائف السامية في وزارة الخارجية وفي البعثات الدبلوماسية والقنصلية الوطنية لدى الدول والمنظمات الإقليمية والدولية باقتراح من رئيس الحكومة في الحالتين. كما يمثل الرئيس الجديد تونس في الخارج ويتولى رسم السياسة الخارجية للدولة بالتشاور والتوافق مع رئيس الحكومة وختم ونشر القوانين التي يصدرها المجلس التأسيسي. وعبر المرزوقي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، أول أمس، بمقر المجلس الوطني التأسيسي بعد أدائه اليمين الدستورية عن “الأمل في أن يقبل التونسيون الذين برهنوا عما يتحلون به من وعي، على مواجهة ما تطرحه المرحلة المقبلة من تحديات بروح التفاؤل والانتصار”. وأكد المرزوقي أن “الجهود ستتركز في المرحلة الدقيقة المقبلة على إنجاح الثورة ووضع أسس الدولة الديمقراطية والمدنية التي تحترم فيها الحقوق وتضمن فيها الحريات خاصة حرية المرأة التي قال “انه سيعمل على تعزيزها لا فقط على مستوى مجلة الأحوال الشخصية بل وكذلك من خلال دعم حقوقها الاقتصادية والاجتماعية”. ووعد بأن يكون “رئيساً لكل التونسيين” وبألا “يدخر أي جهد” من أجل تحسين مستوى عيش التونسيين. وأكد أن مهمة ممثلي الشعب اليوم تتمثل بالخصوص في وضع أسس الجمهورية الديمقراطية المدنية والتعددية ومواجهة مشكلة البطالة . كما دعا التونسيين إلى المصالحة والعمل على اجتياز المرحلة المقبلة بكل صبر. وتوجه بالدعوة إلى المعارضة للمساهمة في الحياة السياسية وعدم الاقتصار على لعب دور المتفرجين. ولم ينس المرزوقي أن يتوجه برسالة إلى الأعضاء الذين لم يصوتوا له، أهم ما جاء فيها “أقول لكم: الديمقراطية لا تكون إلا بأغلبية وبأقلية وبأغلبية وبمعارضة.. رسالتكم واضحة، الوقت سيثبت لكم إن كنا على صواب أو على خطأ.. وسنكون تحت المراقبة”. وختم بالقول إن لحظة فوزه في الانتخابات بأغلبية أصوات أعضاء المجلس الوطني التأسيسي تبقى لحظة تاريخية لتونس وله شخصيا هاتفاً “تحيا تونس... تحيا تونس”. وترحم المرزوقي على أرواح شهداء الثورة قائلاً بتأثر “من دون تضحياتهم ما كنت لأوجد في هذا المكان”. وكان رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ألقى في بداية هذه الجلسة كلمة عبر فيها عن تهانيه للشعب التونسي على ما حققه للبلاد من مكاسب بفضل ثورته العظيمة والتضحيات الجسام التي قدمها في سبيل الوطن. واعتبر أن فوز منصف المرزوقي في الانتخابات “يعكس إرادة واضحة من المجلس التأسيسي بتكليفه بمسؤولية من الحجم الثقيل”، مضيفاً أنه بانتخاب المرزوقي تكون تونس قد وضعت ثاني حجر أساس على درب إنجاح مسارها الديمقراطي بعد انتخاب أعضاء المجلس التأسيسي. كما هنأ المرزوقي قائلاً “اعتراف بالجميل لرجل قاوم وتحمل لسنوات طويلة معاناة القمع والهجرة الاضطرارية”. وقالت مصادر من الائتلاف الفائز في الانتخابات ل”رويترز” إن رئيس قسم الدراسات بقناة الجزيرة القطرية رفيق عبد السلام، صهر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة سيكون وزيراً للخارجية، بينما سيكون وزير المالية من حزب التكتل من أجل العمل والحريات اليساري، وعلي العريض المسؤول في الحركة، وهو سجين سياسي سابق وزيرًا للداخلية في الحكومة المقبلة التي ينتظر أن يعلن تشكيلها هذا الأسبوع. وقال العريض ل»رويترز»: «نعم اسمي في مقدمة الأسماء المرشحة لهذا المنصب. لائحة الوزراء شبه جاهزة ورئيس الوزراء وحده يمكنه أن يعرضها قبل أن تنال ثقة المجلس التأسيسي».