أدَّى الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي، أمس الثلاثاء، اليمين الدستوري أمام المجلس التأسيسي، وذلك بعد يوم من اختياره كرئيس للبلاد من قِبَل المجلس بأغلبية كبيرة. وقال المرزوقي في خطابه أمام المجلس، وموجهًا إلى الشعب التونسي: إنّ العهد الذي أنكر التعديدية الطبيعية في المجتمع ورفض التداول السلمي للسلطة، ودفع بعشرات الآلاف من التونسيين إلى السجون والمقابر, وبلاد المهجر، قد انتهى". وأكّد أن الجميع في تونس متساوون في الحقوق، حيث إنّ "الجميع سوف يكون في حماية الدولة، المحجبة والمتبرجة والمتظاهرون والمواطنون، الكل في حماية الدولة". وشدد على أنّ أمام الحكومة الجديدة والمجلس التأسيسي المزيد من التحديات سوف يعملون على تجاوزها من خلال تعميق الشراكة على مستوى العلاقات الخارجية بالشرق والغرب وتدعيم الوحدة الوطنية في الداخل متغلبين على كل العقبات التي تحول دون ذلك". وأشار المرزوقِي إلى أنه سيتمّ الإسراع بمعاقبة ومحاسبة الذين شاركوا في قتل المتظاهرين أثناء اندلاع الثورة في الوقت الذي سيعمل فيه على معالجة الفساد والبطالة. ووجّه المرزوقي رسالة إلى المعارضة طالبها بتقييم الحكومة تقييمًا صارمًا ولكن بكل نزاهة وروح رياضية وتقديم حلول للمشكلات، متعهدًا بأن يكون رئيسًا للجميع معارضة وحكومة، لذلك فإنه تقدّم باستقالته من جميع مناصبه وعلى رأسها رئاسته لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية. كما تعهّد المرزوقي بألا يدّخر جهدًا في التشاور المستمر مع الجميع للعمل أكثر من أية وقت مضى لإمتاع التونسيين بحقوق الإنسان من الحق في التعليم والعمل والصحة والتظاهر والمسكن والانتخاب وترسيخ حقوق المرأة وعلى رأسها حق المساواة ليس فقط في مجال الأحوال الشخصية بل في مجال الحقوق الاقتصادية أيضًا. وقال المرزوقي: إنّ أمسَّ ما نحتاجه ونحن على باب مرحلة جديدة أن ندخل بروح معنوية هائلة نستمدها من جهود الحكومة الانتقالية السابقة التي بثت أول روح ثورية وعبرت المرحلة بأقل التكاليف بفضل الرئيس فؤاد المبزع ورئيس الوزراء الباجي قائد السبسي وحكومته المستقيلة. وكان آخر إنجاز حققه الربيع التونسي، أول أمس، هو انتخاب المجلس الوطني التأسيسي التونسي، منصف المرزوقي، أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، رئيساً لتونس خلال المرحلة الانتقالية التي لم تُحدد مدتها، ليكون أول رئيس منتخب بعد هروب زين العابدين بن علي. وحصل المرزوقي المرشح الوحيد لهذا المنصب، والمدعوم من ائتلاف الأغلبية في المجلس التأسيسي على 153 صوتاً من أصل من ،217 فيما امتنع عن التصويت نائبان، و3 نواب صوتوا ب”لا”، بينما فضلت المعارضة مقاطعة التصويت (44 ورقة بيضاء) وذلك في خطوة احتجاجية على تقليص صلاحيات الرئيس في القانون المؤقت الذي يُنظم عمل السلطات العامة خلال الفترة الانتقالية. وأدىالمرزوقي اليمين الدستورية، أمس، بعد أن تنحى عن منصبه الحزبي، ثم انتقل إلى قصر قرطاج ليتسلم منصبه الرئاسي في مرحلة ما بعد زين العابدين بن علي .