طالب الناقد السينمائي أيوب بوهوهو بضرورة انفتاح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على الجامعة المغربية مشيرا أن عدد من الأساتذة الجامعيين يمكن أن يساهموا بشكل فعال في اختيار الأفلام الى جانب اللجنة وبذلك لعب دور كبير في تطوير المهرجان، وأضاف في تصريح للتجديد إن المهرجان لم يفلح بعد في فتح قنوات التواصل مع النقاد والصحفيين وعشاق السينما من الطلبة والمهتمين خاصة مع إلغاء فقرة مناقشة الأفلام بعد عرضها. وبخصوص فيلم "عاشقة من الريف" أوضح بوهوهو ان هذا الفيلم مختلف تماما عن الرواية التي اقتبست منه والتي كتبتها نفسية السباعي أم المخرجة نرجس النجار، وقال بوهوهو إن المخرجة لم تأتي بإبداع جديد وأنها وصلت الى سقفها الفني في فيلمها السابق "عيون جافة"، كما ان الفيلم الجديد طغى عليه الجانب الإيديولوجي على الجانب الفني، فلا يعقل أن يتم تفريغ مكبوتات شخصية ونظرات سلبية اتجاه الرجال في فيلم يقدم للجمهور الواسع، ولا اعتقد انها ستفوز ياي جائزة سيما ان المخرجة استندت على "الزواق" بدل الفن. من جهته أوضح الناقد السينمائي عمر بلخمار للتجديد أن ارتفاع عدد الأفلام المخصصة للمخرجين الذين يلجون عالم الإخراج لأول مرة (12 من أصل 15 فيلم) تعتبر نقطة إيجابية في المهرجان، وهو ما يظهر الاستمرارية في دعم السينمائيين الشباب، والتي تتجلى أيضا في المحافظة على برمجة "سينما المدارس" للسنة الثانية على التوالي. وحول كون هذه الأفلام يعاب عليها أنها لا تقصد الجمهور الواسع ، أشار بلخمار أنه متفق جزئيا مع هذا الأمر، لكن أوضح أن هذه الأفلام تقصد "عشاق السينما" وتروق النقاد وليست أفلاما تجارية، وأوضح أن كل أفلام المسابقة الرسمية هي أفلام جيدة باستثناء الفيلم المغربي لنرجس النجار، والمشترك فيها أنه تصور مآسي إنسانية واجتماعية وتطغى عليها الكآبة، وهي في نفس المستوى وسيصعب تفضيل الواحد على الآخر، إضافة إلى حضور الأفلام المغربية الجديدة بصفة ملموسة سواء في المسابقة الرسمية أو في نبضة قلب أو في الختام، لكنها لم ترق الى المستوى المطلوب خاصة فيلم نرجس النجار وفيلم أحمد بولان اللذان لم يكونا بالقوة التي كنا ننتظرها ولكن لم اقتنع بما قدما سيما أن شخصيتهما توحي أنهما يمكن أن يقدما شيئا قويا نقص على مستوى البناء الدرامي والأحداث وبناء الشخصيات والتساهل والبساطة، أما محمد نظيف فهو مضبوط وفي مستوى مقبول قصة مفهومة سيحظى باحترام الجمهور المغربي ويمكن أن نقول إنه نظيف كما هو مخرجه. وأضاف بلخيام أن حضور وجوه سينمائيين عالميين كبار في لجان التحكيم في في دروس السينما الماستر كلاس، إضافة الى حضور النجم العالمي الكبير شاه روخ خان الذي كان نقطة مثيرة في المهرجان حيث استقبل بشكل غير مسبوق من قبل الجماهير خاصة عشاق السينما الهندية. وما يحسب على المهرجان يقول بلخيلم أنه ينظم بشكل إيجابي بل هو منفتح على الجمهور الواسع من خلال عرض أفلام في الشاشات الكبرى. ليس للضيوف فقط وقال الناقد السينمائي مصطفى الطالب إن المهرجان كسب رهان استقدام أشرطة متميزة فنيا وموضوعاتيا المخصصة للمسابقة، حيث استمتع الجمهور بأشرطة ذات عمق إنساني وفلسفي وذات رؤية فنية واضحة. فضلا عن كونها تعالج قضايا ساخنة إن على المستوى الاجتماعي (الهجرة، الفقر، التفكك الأسري، العنصرية، الاعتداءات الجنسية على الأطفال من طرف الآباء...) أو السياسي (مذبحة سربينتتشا، الحرب )، هذا بالإضافة إلى أشرطة خارج المسابقة حديثة العهد مثل شريط "الذهب الأسود" للمخرج الفرنسي جون جاك انو الذي فكرنا بالأفلام الكبيرة ذات الانتاجات الضخمة، وان كانت لنا بعض الملاحظات البسيطة على مضمون الفيلم، والشريط الياباني "صفحتي الأخيرة. ومن بين الأمور الايجابية هي تكريم الفنان المغربي محمد البسطاوي وهو فنان جدير بالتكريم لعطائاته الفنية في السينما. ثم الالتفاتة إلى الفنانة المقتدرة ثريا جبران التي مرت بظروف صحية صعبة، وهي الأم الروحية لمحمد البسطاوي. فهذا تكريم قلب تكريم. ولا شك أن إدراج السينما المغربية في المهرجان من خلال "نبضة قلب للسينما المغربية" شيء مهم للمغرب وللسينمائيين المغاربة. لكن للأسف اختيار بعض الأفلام المغربية التي خلفت أصداء سيئة لدى الرأي العام لم يكن موفقا. وسجل الطالب تراجعا ملحوظا في هذه الدورة على المستوى التقني والتنظيمي الذي ظهرت آثاره في بعض المحطات التكريمية، بل و منذ سهرة الافتتاح التي عرفت مهزلة كانت بطلتها الممثلة هدى الريحاني أمام شاروخان، فكان الأحرى بها أن تتشبث بأصالتها المغربية شكلا ومضمونا. كما أشار إلى مظاهر التمييز بين المغاربة والأجانب زادت حدتها في هذه الدورة. خاصة في ما يتعلق بالصحفيين الذين عانوا من التمييز بينهم وبين زملائهم الأجانب، سيما في المحطات التكريمية.