أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية لفرز أصوات الناخبين في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب المصري التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين تقدم مرشحي حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في معظم المقاعد وحصولهم على العدد الأكبر من أصوات القوائم. وبحسب وكالة «رويترز»، فقد ذكر مصدر حزبي، يوم الأربعاء، أن قائمة حزب الحرية والعدالة حصلت على نحو 40 في المئة من الأصوات التي تم فرزها حتى الآن في المرحلة الأولى من الانتخابات. ومن المنتظر أن تكون النتائج الرسمية للانتخابات قد ظهرت في وقت لاحق . وكانت لجان الاقتراع قد أغلقت بمصر في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير في تمام الساعة السابعة مساء يوم أول أمس ثاني أيام المرحلة الأولى التي تتم على مراحل ثلاث بدأت الاثنين الماضي وتنتهي في العاشر من مارس 2012. وبدأت فور إغلاق مراكز الاقتراع نقل الصناديق مباشرةً إلى مقرات فرز الأصوات. وحسب مصادر في «الحرية والعدالة» تحدثت ل»الجزيرة نت»، فإن الحزب يتطلع للفوز بنصف المقاعد على القوائم الفردية سواء في هذه الجولة أو جولة الإعادة الأسبوع المقبل. وبينما سترحل نتائج القوائم لاستكمال الجولتين الثانية والثالثة من الانتخابات لتعلن بشكل نهائي في النصف الأول من يناير المقبل، ستكون نتائج مقاعد الفردي نهائية بمجرد انتهاء جولات الإعادة عليها. ويتوقع مراقبون أن تتجاوز نسبة التصويت في الانتخابات ال50% في مختلف الدوائر، وإذا بلغت النسبة هذا الحد فإنها ستكون الأعلى في تاريخ الانتخابات المصرية. إلى ذلك، أكد المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد بديع، أول أمس، أن الجماعة تحترم إرادة الشعب وترضى باختياره لمن يمثِّله في البرلمان أيَّاً كان. وقال بديع، في بيان إن «الإخوان المسلمين» يحترمون إرادة الشعب ويرتضون باختياره لمن يمثِّله في البرلمان أيَّاً كان، معتبراً أن «هذا مقتضى الديمقراطية التي ندعو إليها ونلتزم بها». واعتبر بديع أن قرار إجراء الانتخابات في موعدها كان القرار الصحيح «وهو ما كنا نطالب به دائماً». وقال إن «المشهد الذي تجلى في الحشود المتدفقة على لجان الانتخابات الإثنين والثلاثاء له دلالات كبيرة منها أن الحرية هي الحياة وأنها تفجر في الإنسان أنبل وأعظم ما به من خصائص وخصال، وأن الديكتاتورية تدفن هذه الخصال وتطلق في الإنسان أسوأ غرائزه». ورأى بديع أن «مطالب ميدان التحرير العليا وأهداف المعتصمين فيه إنما تتحقق بصناديق الاقتراع والإسراع على طريق المسيرة الديمقراطية ليتسنى نقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة». وشدَّد على أن «الشعب المصري ليس شعباً خانعاً ولا سلبياً»، لكنه شعب «إيجابي حر واع كريم»، معتبراً أن «انتصاره في ثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف وقدّم التضحيات الغالية من الأرواح والدماء». يشار إلى أن المرحلة الأولى جرت في تسع محافظات هي القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ والفيوم وأسيوط والأقصر والبحر الأحمر. وانفردت محافظة أسيوط بصعيد مصر بوجود أعضاء بارزين في الحزب الوطني المنحل بين متصدري النتائج الأولية، وأرجع المراقبون هذا إلى أنهم من ذوي العصبات النافذة في مناطق دوائرهم. كما حقق بعض المستقلين في المقاعد الفردية وبعض مرشحي حزبي الوفد والوسط مراكز متقدمة في بعض الدوائر. وكانت اللجنة القضائية العليا للانتخابات قد ذكرت أنها ستعلن نتائج المرحلة الأولى مساء (أمس) الأربعاء كما ستعلن عدد الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة على أن يعلن أسماء أعضاء القائمة الذين سيدخلون البرلمان القادم بعد اكتمال المراحل الثلاثة للانتخابات في شهر يناير القادم.