كشفت دراسات جديدة قدمتها جمعية "للا سلمى لمحاربة داء السرطان"، أن السرطان يعتبر المسبب الثاني للوفيات في المغرب، وأنه يتم تسجيل حوالي 30 ألف حالة جديدة كل سنة مصابة بالسرطان، تتوزع بين الرجال والنساء وحتى الأطفال. وأكدت الحصيلة التي قدمتها الجمعية أول أمس، أن العوامل المسببة للمرض هي التدخين والكحول وتلوث الهواء، عدم كفاية استهلاك الخضر والفواكه، وزيادة الوزن ثم الإجهاد البدني، إضافة إلى الإصابة بفيروس "الورد الحليمي" البشري وفيروس الكبد "ب". وسجلت الدراسة أن سرطان الثدي وعنق الرحم، من أكثر أنواع السرطان الذي تتعرض له النساء في بلادنا، بينما يتعرض الرجال بنسبة كبيرة لسرطان البروستات وسرطان الرئة، وأوردت –الدراسة- جدولا يلخص نسب الإصابة بأنواع السرطان عند الرجال والنساء في مدينة الدارالبيضاء، إذ أفادت أن نسبة تعرض النساء لسرطان الثدي بلغت 36.12 في المائة، يليها سرطان عنق الرحم بنسبة 12.82 في المائة، ثم سرطان الغدة الدرقية بنسبة 5.29 في المائة وسرطان المبيض بنسبة 4.95 في المائة. فيما يتعرض الرجال لسرطان الرئة بنسبة 23.75 في المائة، يأتي بعده سرطان البروستات بنسبة 8.25 في المائة، ويتعرض الرجال أيضا لسرطان الغدة الدرقية بنسبة 6.12 في المائة وسرطان الحنجرة بنسبة 5.59 في المائة. وذكرت "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان"، التي خلدت أول أمس الثلاثاء اليوم الوطني لمكافحة السرطان في حصيلتها برسم الفترة الممتدة ما بين 2006-2010، أن الإعلام والوقاية من الاهتمامات الرئيسية للجمعية إلى جانب هدفها الأول المتمثل في تغيير الاعتقادات وإزالة الغموض عن المرض بين المغاربة. وأشارت إلى نتائج دراسة أجرتها سنة 2006 من أجل إيصال أن السرطان ليس دائما قاتلا ويمكن علاجه إذا تم الكشف عنه مبكرا، ثم نتائج دراسة ثانية أجرتها سنة 2010 حول معرفة التصورات والمواقف اتجاه المرض، من أجل قياس التغيرات في التصورات والمواقف اتجاه مرض السرطان وتحديد الاحتياجات الجديدة التي أعرب عنها المرضى والأطباء. وأبرزت الدراستان أن نسبة المغاربة الذين كانوا يعتبرون أن العلاج التقليدي ينفع إلى جانب العلاج العصري في مواجهة هذا المرض بلغت 39 في المائة سنة 2006، قبل أن تنخفض إلى 32 في المائة سنة 2010، بينما ارتفع عدد المغاربة الذين يثقون في العلاج العصري من 32 في المائة سنة 2006 إلى 62 في المائة سنة 2010، وسجلت الدراسة التصورية المقارنة بين سنة 2006 و 2010 تراجع عدد الذين لا يؤمنون بالعلاج التقليدي من 29 في المائة سنة 2006 إلى 7 في المائة خلال السنة الماضية. من جهة أخرى، تطرق التقرير الذي قدمته "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان" في الذكرى السادسة لإحداثها، إلى برنامج محاربة التدخين الذي اعتمدته الجمعية من خلال مبادرات الوقاية التي تستهدف التلاميذ ومستخدمي المؤسسات العمومية والمقاولات الخاصة، وتشخيص الإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم في جميع المراكز الصحية ونشر وحدات متنقلة لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي. وتنبني إستراتيجية الجمعية على ثلاث محاور رئيسية تتمثل في أنسنة مراكز ووحدات الأنكولوجيا وتجهيز هياكل دراسة وعلاج أمراض السرطان، وتشييد البنيات التحيتة المخصصة لعلاج الداء.