تأييد فرنسا لحصول فلسطين على عضوية كاملة في منظمة اليونيسكو وسط التصفيق، شكل المفاجأة الرئيسة لتصويت الدول الاعضاء في الوكالة الدولية، أول أمس، مما وضع باريس إلى جانب الدول العربية والإفريقية والامريكية اللاتينية. وفرنسا الداعم الثابت «للربيع العربي» من طرابلس إلى دمشق، نأت بنفسها عن الموقف الحذر أو المعارض لمعظم الغربيين الذين رفضوا الفصل بين طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في اليونيسكو وطلب عضوية فلسطين الى الاممالمتحدة. وتصريحات المسؤولين الفرنسيين في الاسابيع الاخيرة لمحت الى ان فرنسا ستمتنع عن التصويت. وكانت باريس امتنعت خلال اجتماع المجلس التنفيذي لليونيسكو الذي اوصى في الخامس من أكتوبر بانضمام الفلسطينيين. وبحسب وكالة «فرانس برس»، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الجمعة (الماضية) ان اليونيسكو «ليست المكان ولا التوقيت المناسبين». واضاف ان «كل شيء يجب ان يمر من نيويورك. نامل ان تتحرك الامور لكن ينبغي الاستمرار في الاقناع». وصباح أول أمس قالت وزيرة البيئة نتالي كوشويسكو موريزت التي تزور القدس «يسلك الفلسطينيون طريقا ليس مرضيا 100% وليس الاكثر فعالية». وبالنسبة الى باريس والدول الغربية الاخرى لا يمكن للخطوة الفلسطينية في اليونيسكو أن تأتي قبل الاعتراف بفلسطين في الاممالمتحدة بحسب الطلب الذي رفعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيدرس مجلس الامن الدولي هذا الطلب في 11 نونبر الجاري. وفي حال نجح الفلسطينيون في جمع عدد الاصوات اللازمة فانهم سيصطدمون بالفيتو الاميركي. وأول أمس قال فاليرو إن فرنسا كانت فضلت طرح مسألة الانضمام الى اليونيسكو «بعد معالجة الموضوع «...» في نيويورك». لكنه تدارك «بما انها طرحت اليوم علينا تحمل مسؤولياتنا واعطاء جواب في الجوهر. وفي الجوهر تقول فرنسا نعم يحق لفلسطين ان تصبح عضوا في اليونيسكو». والتصويت الذي جرى أول أمس يؤكد ايضا الانقسام الكبير بين الاوروبيين حول الملف الاسرائيلي الفلسطيني. ومن اصل الدول ال27 اعضاء الاتحاد الاوروبي، صوت 11 بلدا لصالح حصول فلسطين على العضوية الكاملة وامتنع 11 بلدا عن التصويت بينها بريطانيا وإيطاليا وصوت خمسة ضد هي ألمانيا وهولندا وتشيكيا والسويد وليتوانيا. وقال دبلوماسي فرنسي: «علينا أن نرى الأمور كما هي هناك الكثير من العمل للتوصل الى موقف اوروبي موحد حول هذه القضية». وفي اليونيسكو قال دبلوماسيون إن غياب توافق أوروبي ساهم في التصويت الايجابي كما فعلت فرنسا. وكانت اوساط الرئيس نيكولا ساركوزي قررت مساء الاحد التصويت بنعم. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في باريس «آمل في ان يكون لنا مفاجأة اكبر من فرنسا في مجلس الامن الدولي». لكن فرنسا لم تعلن بعد موقفها من التصويت في مجلس الامن حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال فاليرو، أول أمس: «ما زلنا نعتقد أن مثل هذا القرار سيشكل تقدما مشروعا نحو الاعتراف بدولة فلسطينية من دون التسبب بمواجهة دبلوماسية كبيرة في مجلس الامن». ومن خلال اتخاذ هذا الموقف الاثنين في اليونيسكو جازفت باريس باثارة استياء الصهاينة وكسر توازن موقفها بين الجانبين. واعلن السفير الصهيوني لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» نمرود بركان ان الدول التي صوتت أول أمس لصالح انضمام فلسطين إلى المنظمة الدولية، مثل فرنسا، «سيخف نفوذها لدى إسرائيل». وقال بركان إن «هذا سيضعف حتما قدرتها على ان يكون لها تأثير على موقف اسرائيل»، ولا سيما في ما يتعلق بعملية السلام.