أعلن القسم الثقافي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط عن تأسيس المجلس الجهوي للجمعيات الثقافية والفنية والعلمية. وذكر عبد الرحيم موفكير رئيس القسم الثقافي، في تصريح ل "التجديد" بأن المجلس الذي يضم حاليا 24 جمعية وفرقة للمديح والمسرح، سيشكل فضاء للتواصل بين كافة الجمعيات المعنية، وذلك في أفق تشكيل نسيج جمعوي يهدف إلى تنزيل استراتيجية العمل الثقافي على مستوى الجهة، مع الانفتاح على على الطاقات والفعاليات والجمعيات ذات الأهداف المشتركة، خدمة للمشروع الرسالي الذي يهدف إلى إرساء ثقافة بانية. وأضاف موفكير بأن مجال الانخراط بالمجلس المعلن عنه بالملتقى الأول للجمعيات الثقافية والفنية والعلمية الذي نظم بمقر الحركة بالدار البيضاء الأحد الماضي، تحت شعار "جمعيات المجتمع المدني ورهانات الإصلاح"، مفتوحا في وجه كل الجمعيات التي تؤمن بنفس المشروع، على أساس أن تتكلف لجنة بصياغة القوانين المنظمة والضابطة للعلاقة بين الجمعيات والمؤطرة لهذا المولود الجديد، كما سيجتهد أعضاء المجلس في خلق صفحة على الفيسبوك للتواصل. وارتباطا بالموضوع، أكد عبد الجليل الجاسني، مسؤول حركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط، في كلمة له بالملتقى الأول للجمعيات الثقافية والفنية والعلمية، على أهمية العمل الثقافي في إقامة الدين وترشيده، مشددا على ضرورة وضع الفعل الثقافي في إطاره قصد إصلاح المجتمع. وأبرز صعوبة البناء، سواء بناء الإنسان، أو المجتمع، أو الأمة، لأن تغيير العقليات - بحسبه - يتطلب تكوينا وتعهدا واستيعابا للحاجيات ونوع الثقافة التي يجب تنزيلها واعتمادها،. وبين الجاسني تصور حركة التوحيد والإصلاح للمسألة الفنية، واعتمادها للثقافة مكونا أساسيا ضمن مكونات بناء المشروع الرسالي، موضحا بأن صياغة مشروع جديد للعمل الثقافي يأتي لتقوية الارتباط بالمشروع الرسالي لثقافتنا، والعمل بالمشروع من خلال برنامج مندمج وشراكة واضحة. من جهته بسط المسؤول الثقافي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط مشروع القسم ، محددا الأهداف ذات الأولوية، والتي تهتم أساسا بإطلاق حركية علمية وفكرية لبلورة المشروع الفكري للحركة، وتقوية الإنتاج العلمي والفكري ودعم الإبداع الفني المتفاعل مع تحديات العولمة، وكذا إعداد وتنزيل إستراتيجية استباقية لمعالجة تحديات الاختراق التنصيري واستهداف الوحدة المذهبية. وركز موفكير على ضرورة استيعاب الرؤية الثقافية لحركة التوحيد والإصلاح، والانفتاح على مكونات الساحة الثقافية المغربية. كما وقف على إيجابية التواصل والتشبيك الجمعوي لدعم مسار التنمية، وبعث روح الثقافة كي تسري في المجتمع. ومن جهة أخرى ، تناول لحسن تالحوت في عرضه " رهان الإصلاح للعمل المدني والمسألة الثقافية وتقاطباتها بالمغرب"، تطور العمل المدني والأهمية الإستراتيجية، حيث يتقاطع العمل المدني والفعل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كما تطرق إلى التداخل بين العمل المدني وغيره من المناشط، وذلك بعد مدخل بسط فيه الواقع الثقافي بالمغرب، والمشاريع الثقافية، وموقع المجتمع المدني من العمل الثقافي، وتموقع العمل المدني "الإسلامي". وأبرز رهانات الإصلاح، وحددها في الرهان المعرفي( معرفة الذات، معرفة الواقع، معرفة الآخر)، والرهان القيمي (التدافع القيمي، الإستراتيجية القيمية، قيم الآخر وما تحتاجه النهضة)، والرهان البشري( الموارد البشرية، التكوين، الانتشار)، والرهان المالي( المال عصب الفعل، تغطية المطالب الذاتية، تلبية جانب من الحاجيات المجتمعية )، والرهان الاجتماعي (النسيج المجتمعي، التعالق الاجتماعي، معانقة القضايا المجتمعية وضبطها).