أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» بالأردن أنها ستبدأ حوارًا مع مسؤولين بالديوان الملكي في غضون يومين، تأكيدًا لما ذكرته تقارير صحافية في الأسبوع الماضي حول نية «جهات عليا غير حكومية» في إشارة للقصر الملكي بدء حوار مع الحركة الإسلامية، فيما دعا رئيس الوزراء الأردني المكلف عون الخصاونة الإسلاميين للمشاركة في الحكومة الجديدة. وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة جميل أبو بكر لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، أول أمس: إنه تقرر البدء بحوار بين الحركة الإسلامية ومسؤولين في الديوان الملكي في غضون يومين. ورجح أن يتولى رئيس الديوان الملكي خالد الكركي ملف الحوار مع الحركة الإسلامية, مضيفًا أن الحركة بصدد تشكيل وفدها إلى الحوار، معربًا عن أمله بأن «يؤدي الحوار إلى نتائج إيجابية تحقق المطالب الشعبية والسياسية بتحقيق إصلاحات سياسية حقيقية في المملكة». يأتي الإعلان عن إطلاق هذا الحوار، بعد أن أعلنت الحركة الإسلامية رفضها الحوار مع حكومة رئيس الوزراء معروف البخيت لكونها «غير مؤهلة». وقاطعت لجنة الحوار الوطني التي شكلتها الحكومة لصياغة قانوني الانتخابات والأحزاب السياسية، وأعلنت رفضها لتوصيات اللجنة بخصوص قانون الانتخابات. كما علقت الحركة الإسلامية مشاركتها في الانتخابات البلدية التي ستجري أواخر الشهر المقبل مشترطة إدخال جملة من المطالب؛ أبرزها تشكيل حكومة إصلاح وطني لإدارة المرحلة، والإشراف على الانتخابات البلدية والنيابية. وطالبت بإجراء تعديلات دستورية تتضمن تحصين مجلس النواب من الحل، وتشكيل الحكومة من الأغلبية النيابية، وانتخاب مجلس الأعيان. ووضعت الحركة خمسة شروط للعودة عن قرارها مقاطعة العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات منها: تشكيل حكومة إصلاح وطني لإدارة المرحلة، وإجراء تعديلات دستورية تدفع باتجاه تحصين مجلس النواب من الحل، وتشكيل الحكومة من الأغلبية النيابية. كما طالبت بالتقدم بمشروع قانون انتخابي يستند إلى النظام المختلط الذي يجمع بين القائمة النسبية وانتخاب الدوائر إضافة إلى تشكيل هيئة عليا مستقلة لإدارة الانتخابات البلدية والبرلمانية والإشراف عليها. إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الأردني المكلف عون الخصاونة بعد ساعات من توليه أنه سيعمل على إعادة الثقة بين النظام السياسي والشعب، داعيًا جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في الحكومة الجديدة. وقال الخصاونة في تصريحات خاصة ل»الجزيرة» و»الجزيرة نت»، أول أمس الاثنين: إن «النزاهة وإعادة اللحمة والثقة بين النظام السياسي في الأردن والشعب هي المفتاح للإصلاح السياسي والاقتصادي». وأضاف: «أعتقد أن الأردن بإذن الله قادر على تخطي الأزمات التي تمر بنا جميعا، وسنعمل على الإصلاح الشامل السياسي والتشريعي والاقتصادي، وإن شاء الله نكون على قدر توقعات كتاب التكليف السامي وعلى قدر توقعات المواطنين»، «بحسب «الجزيرة». وعبر رئيس الوزراء المكلف عن أمله في أن يتمكن من تشكيل الحكومة «من كل الأطياف والشخصيات المحترمة التي يثق الناس بها وبنزاهتها». كما عبر عن تفاؤله بالمستقبل، وقال إنه يستقبل تكليف الملك له بتشكيل الحكومة «بكثير من التفاؤل بمستقبل الأردن رغم الاحتقان الموجود في المنطقة». ودعا الخصاونة جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في حكومته، قائلاً: «قلوبنا مفتوحة ويدنا ممدودة لجميع الأطياف في الأردن، وأنا ليس عندي أي عداوات مع أي طرف، بل على العكس أعتبر أنني أتمتع بصداقات مع القوى السياسية جميعًا، وهذا البلد بلد الجميع، والجميع مدعوون للعمل لما فيه خير البلد». وأضاف: «نرحب بالإخوان المسلمين والحركة الإسلامية وكل الأطياف، وهذا موقف قديم لي ولم يكن لدي موقف مسبق من أي من الجهات السياسية في الأردن، ونأمل أن يشاركوا بالحكومة عندما يتم تشكيلها وتجري مشاورات مع جميع الأطياف». وشدد على أن من المهام الأساسية للحكومة البناء على التعديلات الدستورية الأخيرة التي تدعو لمراجعة كل القوانين. يذكر أن الحركة الإسلامية انسحبت من الانتخابات البلدية التي جرت عام 2007 بعد ساعات من بدء الاقتراع، حيث اتهمت الحكومة التي كان يترأسها معروف البخيت آنذاك بتزوير الانتخابات. كما قاطعت الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2010.