هل الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني ناتج عن ضغط اللوبي اليهودي بأمريكا وصراع المصالح الاقتصادية والسياسية أم دافعه ديني بروتستانتي تطهري؟ حول هذا السؤال جال خبير القضية الفلسطينية والصهيونية العالمية الأستاذ المقرئ أبو زيد الإدريسي في محاضرته القيمة لأول أمس الثلاثاء بمقر حركة التوحيد والإصلاح بالرباط. فقد أكد الأستاذ المقرئ أبو زيد الإدريسي أن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني هو التزام أخلاقي ديني مسيحي قبل أن يكون خاضعا لإملاءات المصالح الاقتصادية والسياسية لأمريكا وقبل أن يكون استجابات لقوى الضغط اليهودي بأمريكا. وقد عزز المحاضر قوله بأن الرؤساء الأمريكانيين ليسوا أغبياء كما يصورهم الإعلام الهوليودي، قدعمهم للكيان الصهيوني تمليه ثوابت وقرارات محكومة برؤية دينية، وهي انتظار نزول المسيح بعد معركة حاسمة تسمى معركة "الهرمجدون" بين معسكرين: معسكر المسيح ومعسكر غير المسيحيين يقوده المسلمون ، فالمعركة إذن هي في فلسطين للقضاء على الفلسطينيين والمسلمين لأنهم يؤخرهم نزول المسيح ليحكم ألف سنة ويصبح العالم كله مسيحيا، ويكون اليهود أخلص حوارييه.! وحذر المحاضر من الوقوع ضحية الصورة النمطية التي يرسمها الإعلام الهوليودي عن الشعب الأمريكي بأنه صريع المجون والجنس والعنف، فالإحصائيات في مبيعات الكتب بأمريكا، تسجل فيها كتب النبوءات، ونزول المسيح أكبر نسبة المبيعات ، كما أن ما يقارب 6,2 مليون أسرة يتفرجون على برامج دينية تتناول حمى الألفية لدى المسيحيين وتشرح نبوءات الأصولية التطهرية ،زد على هذا أن كل التطوعات غالبية المجتمع الأمريكي المادية هي في سبيل الديانة المسيحية واستعداد لنزول المسيح وسبيل المعركة الفاصلة ،معركة "الهرمجدون"، حتى أن وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد ربط بين المحافظة على البيئة وتسيير هذه المعركةَ . ومحور الشر ما هو إلا مصطلح مؤصل ،له جذوره في الديانة البروتستانية التدبيرية والتطهرية، فهو كلمة سر بين بداية المعركة ،بين معسكرين، واحد مسيحي والثاني باقي العالم يقوده المسلمون، وما الدفاع الفلسطيني إلا إجرام في حق نزول المسيح وتأخر بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى. فالتمويل الكنسي هو صليبي وليس مسيحيا، كما أن الفنادق والشركات لابد أن تضع نسخة من الإنجيل في الغرف وفي المكاتب وفي الحافظات التي تمنح للمسافرين، حتى إن وكالة الأسفار بالمغرب (RAM) تسير على هذا النهج!!. وليس غباء ،يضيف الأستاذ المحاضر، أن يقوم الكونغرس الأمريكي برصد دعم مالي يقدر ب 15 مليار دولار للكيان الصهيوني كآلية لتنفيذ المشروع الصليبي البروتستاني، وليس غباء أيضا أن يتم بالتضحية برهبان وراهبات كنيسة المهد كأقدم كنيسة التي يقال عنها أنها ميلاد المسيح، مادام كل ذلك في خدمة نزول المسيح وبمشيئة الرب وإخضاع الكل لمشيئته، ليصبح العالم كله مسيحيا. وليس عجزا من المنتظم الدولي في إيقاف مجازر التقتيل والتخريب ضد الفلسطينيين لأن مواقف أمريكا وخططها لا يمكن الإفصاح عنها وعن مراحلها إلا بعد تنفيذها؟! وقد ختم المحاضر عرضه بالتوصيات التالية: تصحيح الفهم انطلاقا من القرآن الكريم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). إعادة قراءة الواقع عبر هذه الرؤية. نشر الوعي وإعادة قراءة الدور الأمريكي بأنه ذو مرجعية دينية وما شارون إلا آلة تنفيذ مشروع أمريكا الديني. استمرار المقاطعة للمنتوجات الأمريكية ليست إنقاذا للفلسطينيين فقط، وهذا أجدى وأفيد، ولكن باعتباره تدمير لاقتصاد أمريكا وتحطيم لمقولة محور الشر ذي الأصول البروتستانية التطهرية والتدبيرية. وللإشارة فقد غصت قاعة العرض بالحضور وتم الاستنجاد بالطريق لاستيعاب الجماهيو الغفيرة التي حجت لمتابعة المحاضرة وذلك بتحويل الربط التلفازي ، كما تخلل النشاط عرض كتب وملصقات ولافتات يخصص ريعها لدعم الجهاد الفلسطيني. عبدلاوي لخلافة