قال خالد الشكراوي، الأستاذ المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن الجزائر وجبهة البوليساريو بالتبع سيعيشان عزلة سياسية مباشرة بعد انتهاء نظام القذافي بليبيا، مما يحتم على الجانب المغربي إيجاد صيغة تفاوضية مع أحد تيارات البوليساريو التي تعبر عن رغبتها بالوصول إلى حل في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية. وأضاف الشكراوي في تصريح ل"التجديد" أن ما يحدث بمنطقة المغرب العربي سيؤدي حتما إلى تغيرات عميقة على مستوى العلاقات البينية وأنه يطرح موضوع الوحدة المغاربية من جديد بقوة خاصة بعد التغييرات التي شهدتها كل من تونس والمغرب وما يجري الآن في ليبيا على عكس الجزائر التي ما تزال تقاوم التغيير. كما أن هذا الحراك، يؤكد الخبير الإفريقي، فضح التواطئ السياسي بين جبهة البوليسارية والعقيد القذافي من خلال دعم الأخير للأولى سياسيا ومقاتلة انفصاليي تندوف إلى جانب قوات القدافي. منبها إلى الخطر الذي باتت تشكله البوليساريو في ما يتعلق بتجارة السلاح والإرهاب والمخدرات والتهريب عموما بالمنطقة. هذا و أكدت مجلة الكونغريس الأمريكي "دو هيل" أول أمس الإثنين أن نهاية نظام القذافي جعل جبهة " البوليساريو" في مأزق ويفرض بحدة ضرورة الوحدة المغاربية " التي عانت كثيرا من الرفض المنهجي للانفصاليين للانخراط الجاد في مفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة " من أجل تسوية قضية الصحراء. وعبرت المجلة الأمريكية عن أسفها لتصلب موقف "البوليساريو" ورفضها المنهجي للتفاوض الجاد تحت رعاية الأممالمتحدة، الذي أدخل نزاع الصحراء في طريق مسدود منذ أزيد من ثلاث عقود. وسجل صاحب الافتتاحية، إيدوار غابريل، السفير السابق للولايات المتحدة بالمغرب، أن هذا الطريق المسدود " ترتب عنه تفاقم في ظروف حياة المحتجزين بمخيمات تيندوف ووضع بالتالي المنطقة في مخاطر عدم الاستقرار". واعتبر السفير الأسبق للولايات المتحدة في هذا الصدد أن نهاية نظام القذافي، الذي دعم الانفصاليين منذ البداية، يفتح الطريق لاندماج أكبر في هذه المنطقة، العامل الأساسي لخلق النمو الاقتصادي وكذا شروط تعاون أفضل فيما يخص قضايا الأمن". وفي سياق ذي صلة أكد الخبير الإسباني في الشؤون المغاربية "خوسي لويس ناباثو" أن سقوط القذافي ترك "البوليساريو"، الذي حارب بجانب الجيش الموالي للعقيد الليبي المخلوع "يتيما". وأبرز ناباثو في مقال تحليلي نشرته العديد من المواقع الإعلامية الإسبانية الاثنين الماضي أن سقوط نظام القذافي قد يؤدي إلى إعادة تحديد الخريطة الجغرافية السياسية في منطقة المغرب العربي. وفي هذا الصدد، حذر خوسي لويس ناباثو من تجدد نشاط الإرهاب الذي يغذيه "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والذي يتحرك "بشكل مريح جدا" في الجزائر وخصوصا في المناطق القريبة من تندوف، ويذكر أن كتابة الدولة الأمريكية - يضيف المصدر - أكدت مؤخرا في تقرير بان نزاع الصحراء "يشكل عرقلة لاكبر تعاون مناهض للارهاب" بين الجزائر والمغرب "فهو ضعف مافتئ يستغله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".