قال محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بالرباط، إن مشروع التوصية التي اعتمدتها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ تؤكد ضعف اللوبيات الضاغطة التي تشتغل لصالح المغرب بالولايات المتحدةالأمريكية، وأضاف الحسيني أنه وبالنظر إلى التأرجح الذي يعرفه الكونغرس الأمريكي بين الديمقراطيين والجمهوريين يكون أحيانا مرغما تحت ضغط اللوبيات المشتغلة لصالح خصوم الوحدة التربية للمغرب. واعتبر تاج الدين أن الشرط الذي وضعته الخارجية الأمريكية قبل منح المغرب مبلغ 9 ملايين دولار يدخل في إطار السياسة التي تشتغل بها مؤخرا، وأن مبدأ المشروطية هذا، يدخل في إطار السياسات التي تعتمدها العديد من الدول والمؤسسات الدولية التي يكون تعاونها المالي يصرف من جيب دافعي الضرائب. تصريح الحسيني هذا، جاء عقب اعتماد لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في 22 من شهر شتنبر الماضي مشروع توصية ضمنت في تقرير اللجنة الخاص بميزانية العمليات الخارجية للولايات المتحدة لسنة 2012، والتي نصت على تعليق صرف مليون دولار من أصل 9 ملايين دولار، مجموع المخصصات التي طلبتها الخارجية الأمريكية لبرنامج التمويل العسكري الخارجي لفائدة المغرب، وذلك إلى «غاية تقديم وزيرة الخارجية الأمريكية لتقرير إلى مجلس الشيوخ يعرض الخطوات التي قام بها المغرب من أجل احترام حقوق الأفراد في التعبير السلمي عن آرائهم بخصوص وضع الصحراء الغربية ومستقبلها، والسماح بالولوج غير المقيد لمنظمات حقوق الإنسان والصحفيين وغيرهم إلى الصحراء الغربية»بحسب اللغة الواردة في تقرير اللجنة الذي أرفق بمشروع الميزانية. يذكر أن التقرير المرفق بمشروع ميزانية 2012 لم يتطرق لما يقع في مخيمات تندوف.كما أنه ليست هذه المرة الأولى التي تعتمد فيها هذه اللجنة مثل هذه التوصية الملزمة، فقد درج المجلس على ذلك منذ نهاية 2006 دون أن يتمكن المغرب من الحيلولة دون تكرارها، وذلك على الرغم من تعاقد المغرب مع 9 شركات عمل اللوبي في واشنطن.