قرر الأسرى القابعون في زنازين العزل في سجون الاحتلال، أول أمس، الانضمام للإضراب المفتوح عن الطعام، الذي استهله زملاؤهم في السجون قبل أيام، في وقت استغلت سلطات الاحتلال الاضراب للاستفراد بالأسرى الأطفال وانتهاك حقوقهم، فيما أكدت الكتلة البرلمانية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في المجلس التشريعي الفلسطيني أن استمرار إضراب الأسرى تعبير عن قوة إرادتهم في مواجهة السجان، يأتي ذلك تزامنا مع مشاركة نحو ألفين من الشخصيات الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 48 لإحياء ذكرى مرور أحد عشر عاماً على هبة “يوم القدس والأقصى” التي استشهد خلالها 13 عربياً برصاص شرطة الاحتلال. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين في رام الله عيسى قراقع إن نحو 20 أسيراً فلسطينياً موزعين على زنازين العزل في سجون نفحة والسبع وريمون والرملة وعسقلان، قرروا المشاركة في الإضراب عن الطعام. وذكر أن العنوان الأساسي للإضراب هو إنهاء سياسة العزل الانفرادي التي تعد من أخطر العقوبات وأقساها في سجون الاحتلال، وتتمثل بعزل الأسير مدة مفتوحة وصلت إلى أكثر من 10 سنوات لبعض الأسرى كالأسرى حسن سلامة وأحمد المغربي ومحمود عيسى. وأوضح أن الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة وهم 25 أسيرًا سيشاركون بالإضراب بشكل تضامني لثلاثة أيام أسبوعياً، أسوة بأغلبية الأسرى الذين شرعوا في هذه الخطوات الاحتجاجية، ردًا على سياسة العقوبات والإجراءات المشددة التي فرضتها حكومة الاحتلال على الأسرى في الشهور الأخيرة. ولفت إلى أن إجراءات عزل عدد من الأسرى بدأت من جانب مصلحة السجون، بسبب مشاركتهم بالإضراب، وتم عزل 5 معتقلين حتى الآن، وعلى رأسهم أحمد أبو السعود حنني من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأوضح قراقع أن الأسرى عرضوا على إدارة السجون تسعة مطالب أساسية خلال لقاء جرى في سجن ريمون، وينتظرون الرد على مطالبهم اليوم الاثنين، لافتاً إلى أن المطالب تتركز في إنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإعادة التعليم الجامعي، ووقف العقوبات الجماعية بمنع الزيارات وفرض الغرامات المالية على الأسرى والحرمان من شراء الكنتين والمشتريات الغذائية، ووقف سياسة تقييد الأيدي والأرجل عند الزيارات ولقاء المحامين، ووقف سياسة الاقتحامات والتفتيشات الاستفزازية بحق الأسرى، والسماح بإدخال الكتب والصحف والملابس للمعتقلين، وتحسين العلاج الطبي للأسرى المرضى والمصابين، ووقف إجراءات تحديد الزيارات كل شهر مرة واحدة ولنصف ساعة، وإعادة بث القنوات الفضائية التي تم إيقافها. إشادة بصمود الأسرى من جانبها، قالت كتلة «التغيير والإصلاح» في المجلس التشريعي الفلسطيني، والتابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، «إن استمرار إضراب الأسرى في سجون الاحتلال دليل على عنجهية المحتل وقسوة القمع والتنكيل، وتعبير عن قوة إرادتهم وتحدّيهم للسجان». وحمل مشير المصري، النائب عن كتلة التغيير والإصلاح والناطق باسمها، في بيان صحفي أول أمس، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، مؤكدًا أن ممارساته لن تفتّ في عضد الأسرى ولن تكسر من هاماتهم الشامخة. وقال «في اليوم الخامس على التوالي؛ يستمر أسرانا البواسل في إضرابهم المفتوح عن الطعام وخاصة الأسرى المعزولين منذ سنوات طويلة في دلالة واضحة على مدى قسوة المحتل وأساليبه الوحشية في محاولات النيل من إرادتهم». وأضاف أن أساليب الاحتلال في التعامل مع إضراب الأسرى «تكشف فظاعة القمع والتنكيل وحرمان الأسرى من أبسط مقومات الحياة خلف القضبان». وأشاد بصبر وإرادة الأسرى، مؤكدًا أن قضيتهم مركزية وأن المقاومة لن يهدأ لها بال حتى تراهم أحرارًا بين ذويهم، مؤكدًا أن الجميع يجب أن يتحمل المسئولية تجاه قضيتهم العادلة. ودعا إلى وحدة الموقف الوطني الفلسطيني حول قضية الأسرى وإعطائها الاهتمام الأكبر بخاصة في ظل الإضراب ورفع الظلم الاحتلالي الواقع عليهم والتخفيف من معاناتهم، مشددًا أن ذلك يستوجب نفيرًا شعبيًّا ورسميًّا لتفعيل قضية الأسرى وتكثيف الفعاليات المختلفة بشأنها. واعتبر مشير المصري أن خيار الجهاد والمقاومة هو الكفيل بتحرير الأسرى، مضيفًا «إذا كان الاحتلال يظن أن تعريض الأسرى للقمع والتنكيل سيفرض على الشعب والمقاومة تخفيض شروط صفقة الأسرى فهو واهم ومخطئ». من جهتها، حيّت حركة «حماس»، «الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال على صمودهم وثباتهم ضد آلة البطش الصهيونية»، مؤكدة أنها «لن تنساهم وستظل وفيةً لهم حتى تحريرهم جميعًا». وحملت الحركة في بيان صحفي لها، أول أمس، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى وسلامتهم للاحتلال الصهيوني، وأكّدت أنَّ «استمرار الاحتلال في هذه الممارسات الإجرامية لن تكسر من عزيمتهم وثباتهم حتى نيل الحريّة الكاملة». وأكدت الحركة أنها تنظر ببالغ الخطورة للانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، والتي أدت إلى إضرابهم عن الطعام، داعية الشعب الفلسطيني إلى إعلان التضامن معهم. كما دعت الحركة أحرار العالم والمؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية كافة، إلى الوقوف مع الأسرى ومساندتهم في محنتهم، وفضح ممارسات الكيان الصهيوني ضدهم. تنكيل صهيوني بالمعتقلين في الأثناء، اقتحمت إدارة السجون الصهيونية عدة أقسام في سجن «مجدو»، مما خلق حالة من التوتر الشديد، فيما شهد سجن عسقلان عمليات اقتحام مفاجئة للغرف. وبحسب «المركز الفلسطيني للإعلام»، فقد قالت مصادر من داخل سجن مجدو لمراسله: إن وحدة معززة من قوات الاحتلال اقتحمت صباح اليوم (أول أمس) الأقسام ونكّلت بالأسرى لثنيهم عن خطواتهم الاحتجاجية. وأشارت إلى تدهور خطير في الأوضاع في السجن، وأن هناك إجماعًا على التصدي لإدارة السجون مهما كانت النتائج. من جهة أخرى؛ ذكرت مصادر في سجن عسقلان أن وحدات صهيونية خاصة اقتحمت غرف أسرى الجبهة الشعبية، وصادروا جميع مقتنيات الأسرى بما فيها الملابس. أما في سجن «ريمون» فقد تم توزيع معتقلي الجبهة الشعبية المضربين عن الطعام على غرف السجن الأخرى من باقي التنظيمات، كخطوة من قبل الإدارة لكسر إضرابهم المفتوح عن الطعام. إحياء ذكرى القدس من جانب آخر، وبالتزامن مع معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، شارك نحو ألفين من الشخصيات الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 48 في قرية سخنين في الجليل، أول أمس، في إحياء ذكرى مرور أحد عشر عاماً على هبة “يوم القدس والأقصى” التي استشهد خلالها 13 عربياً برصاص شرطة الاحتلال. ورفعت المسيرة التي ضمت نواباً ووجهاء أعلاماً فلسطينية وبدأت بزيارة أضرحة الشهداء لوضع أكاليل الزهور عليها. وفي أكتوبر2000 بعيد اندلاع الانتفاضة الثانية أواخر شتنبر في الضفة الغربية وقطاع غزة، استشهد 13 فلسطينياً برصاص شرطة الاحتلال خلال تظاهرات عمت مناطق ال48 بالتزامن مع انتفاضة الضفة الغربية وقطاع غزة.