أُعلن، يوم الخميس 29 شتنبر 2011 عن إطلاق حملة أوروبية لمقاطعة شركة «ألستوم» الفرنسية، لمشاركتها في تهويد مدينة القدسالمحتلة، حملت شعار «كرامة»، وذلك في الوقت الذي تسعى هذه الشركة للاستحواذ على مشروع قطار الحرمين الذي يربط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية. ويؤكد خالد الترعاني، رئيس الحملة، التي أُعلن عنها في مؤتمر صحفي عُقد في بيروت، أول أمس، على ضرورة مقاطعة شركة «ألستوم» التي قالوا إنها «تشارك الاحتلال في تهويد القدس، مخالفة بذلك القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، من خلال تنفيذ مشروع قطار القدس. وبهذا العمل تصبح «ألستوم» متورطة بصورة مباشرة في عمليات التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة بدء هذه المقاطعة فيما يتعلق بمشروع قطار الحرمين. وحثّت الحملة مجموعة الراجحي القابضة (مجموعة استثمارية سعودية تعمل في مجالات عدة منها البنوك الإسلامية والتطوير العقاري والاستثمارات المالية والمشاريع الكبرى)، التي تقود ائتلافًا عالميًّا يضم شركة «ألستوم»، لفك ارتباطها مع هذه الشركة فورًا، واختيار شركة تتبع أخلاقيات العمل والمهنة لمهمة بناء مشروع قطار الحرمين الشريفين». ولفتت النظر إلى أن مشروع قطار الحرمين، «سينشأ في أطهر بقعة في العالم بالنسبة لمليار مسلم، وأن الاستهانة بمشاعر المسلمين والمشاركة في تدنيس هذه البقعة الطاهرة بعد أن تم تدنيس القبلة الأولى للمسلمين في القدس، في سبيل تحصيل الأرباح المادية؛ لهو أمر مرفوض وبقوة من كافة الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بل ومن كل إنسان يحمل نفسية سويّة على الأرض، بالإضافة إلى عدم قانونية هذا التحالف بالرجوع لقرارات الأممالمتحدة واتفاقيات جامعة الدول العربية». وأشارت حملة «كرامة» إلى أنه مع اقتراب موعد تنسيب عطاء مشروع قطار الحرمين، والذي تبلغ قيمته نحو 12.5 مليار دولار؛ «فإن هذه المرحلة تشكل الفرصة الأخيرة للوقوف في وجه المطبّعين والضغط عليهم وفضح أعمالهم، لثنيهم عن هذا الفعل الشائن إنسانيًّا». يشار إلى أن شركتي «ألستوم» و»فيوليا» الفرنسيتين نفذتا مشروع قطار القدس، الذي يسهم، بحسب القائمين على حملة «كرامة»، في «تهويدها وتعزيز الاستيطان في القدس»، حيث أن مشروع السكة الحديدية «يُعَدُّ من المشاريع الاستيطانية التي ينفذها الاحتلال في القدسالمحتلة، والتي تعمل على تهويد المدينة وتحويلها لتصبح عاصمة «الدولة اليهودية» المزعومة، وذلك حسب مخطط التنظيم الهيكلي للمدينة الذي يطلق عليه الإسرائيليون «20/20». وتفيد الحملة بأن مسار السكة الحديدة في القدس «يأتي منسجمًا تمامًا مع الأهداف الاستيطانية حول القدسالشرقيةالمحتلة، متجاهلاً تمامًا مصالح الفلسطينيين واحتياجاتهم، في حين يكفل تواصل الكتل الاستيطانية مع القدسالغربية التي احتلت ودمرت 36 قرية حولها، بعد طرد سكانها عام 1948م؛ حيث سيؤدي مشروع السكة الحديدية دورًا رئيسًا في المحافظة على المستوطنات وضمان توسعّها في الأراضي الفلسطينية وفي القدس ومحيطها على وجه التحديد. وستُجنى الأموال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، ومن معاناة الفلسطينيين المقدسيين الذين يتعرضون لسياسة ترحيل ممنهجة يفرضها عليهم الاحتلال لطردهم من المدينة. ولفتت الانتباه إلى أن مشروع القطار في القدس «يأتي متناقضًا مع القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين، فهذا المشروع الذي يُنفذ على الأرض الفلسطينية هو في الحقيقة أساس لتطوير البنية التحتية الاستيطانية في القدسالمحتلة، وهو بصفته هذه يشكل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف». وتابعت «كرامة»: «وبناءً على ذلك، فإن شركتي «ألستوم» و»فيوليا» الفرنسيتين المتورطتين في هذا المشروع، تُعَدَّان داعمتين بصورة مباشرة لعمليات التطهير العرقي التي يجري تنفيذها على الفلسطينيين في القدسالمحتلة، عبر مخططات الجدار والاستيطان وشبكات الطرق الاستيطانية في المدينة المقدسة، التي يهدف الاحتلال من ورائها إلى الاستيلاء على أراضي وعقارات الفلسطينيين فيها». وشددت على أنه «لا يمكن اختيار شركة «ألتسوم» لربط اثنين من أقدس المدن الإسلامية (مكةوالمدينة) والتي تساهم في رعاية ومساندة احتلال دولة لدولة أخرى». جدير ذكره أن «الراجحي» يقود ائتلافًا عالميًّا نجح من خلاله بالفوز بعطاء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين السريع، كما ينافس الائتلاف للفوز بتنفيذ المرحلة الثانية والأكبر من هذا المشروع الضخم، والذي يربط بين منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مرورًا بمحافظة جدة بطول 480 كيلومتر عبر قطار كهربائي سريع. ويضم ائتلاف الراجحي شركة «ألستوم» الفرنسية على رأس ائتلاف يضم عدة شركات فرنسية وعالمية، وقد انحصرت المنافسة لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين السريع بين «الراجحي» و»الشعلة». حيث يضم ائتلاف الشعلة أربع عشرة شركة، منها اثنتا عشرة إسبانية وشركتان سعوديتان تتقدمهم مجموعة الشعلة القابضة وشركة «الروسان» للمقاولات، كما يتكون ائتلاف الراجحي من عدة شركات عالمية وتمثل مجموعة الراجحي القابضة الشريك الرئيس للائتلاف بالإضافة لشركات فرنسية تضم منها شركة «ألستوم» الفرنسية. ومن هنا، بحسب حملة «كرامة» تبرز قضية شركة «ألستوم» الفرنسية المتورطة في تشييد وإدارة مشروع قطار القدس الخفيف الإسرائيلي، الذي يخدم ويرسخ وجود المستعمرات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس وحولها، والتي تعتبر بدورها بمثابة جرائم حرب، حسب اتفاقية جنيف الرابعة. للمزيد من المعلومات: http://fr.wikipedia.org/wiki/Tramway_de_J%C3%A9rusalem