أكّد وزير المواصلات الصهيوني، أول أمس، أنَّ كيانه لن تقدّم أي اعتذارات لتركيا عن هجومها على السفينة مافي مرمرة التي حاولت كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة قبل أكثر من عام، فيما عاد دبلوماسيون بالسفارة التركية في الكيان إلى بلادهم، في الوقت الذي كشف فيه بنيامين نتنياهو أن «البحرية ذراع إسرائيل الطولى» ردا، فيما يبدو، على أنقرة التي هددت بإرسال سفن حربية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط. وقال الوزير «إسرائيل كاتس» للإذاعة العامة: «إنَّ إسرائيل تدافع عن مصالحها ولن تعتذر حكومتها»، مضيفًا «إسرائيل ستواصل حصارها البحري على قطاع غزة لمنع نقل الأسلحة لحماس»، بحسب «فرانس برس». وكانت وحدة كومندوس صهيونية هاجمت أسطولا من السفن يضمّ السفينة التركية مافي مرمرة فيما كان متوجهًا لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة في المياه الدولية وقتلت تسعة أتراك نهاية ماي 2010. وأقرّت تركيا الأسبوع الماضي عقوبات ضدّ الكيان الصهيوني بسبب رفضها تقديم الاعتذار ورفع حصارها البحري عن غزة. وفي حديثٍ للإذاعة العامة قالت زعيمة المعارضة الصهيونية تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما: «إنّ تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل مستمرّ منذ عامين ونصف ويجب على مسؤولي البلدين أن يجروا محادثات». وترى ليفني أنَّ «تركيا تشعر بأن إسرائيل معزولة وضعيفة وأنَّ علاقاتها متأزمة مع الولاياتالمتحدة (...) فتركيا لم تكن ستتصرف على هذا النحو لو أنَّ عملية السلام مع الفلسطينيين لم تتعطل». ونقلت وسائل الإعلام الصهيونية، أول أمس، عن وزير الصناعة والتجارة والعمل شالوم سمحون أنّه يأمل «بأن تستخدم المبادلات التجارية كوسيلة لتحسين العلاقات الثنائية في الأوقات السيئة». وعلى الرغم من الأزمة السياسية فإنَّ قيمة صادرات كيان الاحتلال لتركيا وصلت إلى 858 مليون دولار (609 مليون يورو) خلال النصف الأول من عام 2011 أي بزيادة قدرها 23% خلال الفترة نفسها في العام الماضي. وبلغت قيمة الواردات الصهيونية لتركيا 1.8 مليار دولار في عام 2010 بزيادة قدرها 30% عن عام 2009. وخلال النصف الأول من عام 2011 بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار بزيادة قدرها 14% عن الفترة نفسها من العام الماضي ومن المتوقع أن تزيد عن 2,2 مليار دولار (3 مليار يورو) لكامل السنة، وفقًا لمركز الصادرات الصهيونية. في الأثناء، عاد دبلوماسيون أتراك في السفارة التركية في “تل أبيب”، أول أمس، إلى بلادهم بعدما خفضت تركيا علاقتها الدبلوماسية مع “إسرائيل” إلى مستوى السكرتير الثاني احتجاجاً على رفض حكومة الاحتلال الاعتذار عن الهجوم على أسطول الحرية. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الدبلوماسيين جيلان أوزين وبورك جيلن وأولغون يوجيكوك وفوليا يوجيكوك عادوا إلى تركيا اليوم (أول أمس). كما أعلن وزير الاقتصاد التركي ظافر شغاليان عن استدعاء الملحق التجاري التركي الأعلى في “إسرائيل”، وقال “ستجري علاقاتنا التجارية مع “إسرائيل” على مستوى القنصل، ولكنها لن تعلق”، وأضاف أن “إسرائيل” خسرت أحد شركائها التجاريين المهمين”. في سياق ذي صلة، وصف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بحرية الاحتلال بأنها واحدة من «الذراعين الطويلتين» الإستراتيجيتين لإسرائيل، وذلك بعد يوم من إعلان تركيا عزمها إرسال سفنها الحربية للقيام بدوريات في شرق البحر المتوسط. وقال نتنياهو في حفل تخريج دفعة من ضباط البحرية: «إن البحرية واحدة من الذراعين الطويلتين لقوات الدفاع الإسرائيلية، وهي ذراع طويلة وقوية للغاية. من خلال أعمالكم تحافظون على الهدوء وعلى أمننا في البحر». وأضاف «في الأيام القليلة الماضية شهدنا تصاعدا في التوتر مع تركيا ولم يكن ذلك خيارنا وليس خيارنا اليوم. نحن نحترم الشعب التركي وتراثه ونريد بالتأكيد تحسين العلاقات». والذراع الثانية التي كان نتنياهو يشير إليها في خطابه في قاعدة بحرية بمدينة حيفا في شمال الأراضي المحتلة هي القوات الجوية. وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان قد هدد بإرسال سفن حربية إلى مياه البحر المتوسط حيث تعمل البحرية الإسرائيلية، الأمر الذي أثار احتمال وقوع مواجهة بحرية بين الدولتين.