بلاغ حكومي يفتعل أزمة سياسية بالبلاد

العثماني: الحكومة تهرب موضوع الانتخابات وسنواصل النضال لتنقية الأجواء السياسية وضمان النزاهة

أكد سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن بلاغ الحكومة ، الذي هاجم منتقدي المسار الذي تنهجه الداخلية في الاعداد للانتخابات، لن يغير من الواقع شيء، مؤكدا في تصريح ل»التجديد» عزم حزبه مواصلة النضال والمطالبة بضرورة تنقية الأجواء السياسية والتي تقتضي الإعداد الجيد للانتخابات، لضمان نزاهتها وحسن تنزيل الدستور.
واعتبر العثماني في تصريح للتجديد أن رد الحكومة جاء على وقائع في لقاء لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية بمجلس النواب، مؤكدا أنه بدلا من أن تناقش الحكومة ممثلة في وزير داخليتها البرلمانيين المعنيين -لأن اللجة وجدت للنقاش- حاولت أن تهرب الموضوع وتهول منه وأن تلبسه أكثر مما يستحق.وقال لحسن الداودي رئيس فريق العدالة والتنمية بالبرلمان، إن الحكومة الحالية لا تتقن إلا لغة البيانات، مضيفا في تصريح ل»التجديد» أن البلاغ الصادر عنها في حق عدد من مناضلي الحزب، أول أمس الاثنين، يعد سابقة خطيرة بحيث لم يحصل في دولة من الدول الديمقراطية أن قامت الأغلبية الحكومية بالوقوف في وجه المعارضة بالبلاغات ونشرها عبر وسائل الإعلام العمومية.
واعتبر الداودي أن «جل المعطيات المتوفرة لدينا اليوم، وبحكم التجارب المريرة مع الداخلية، إذا ما بقيت في ممارساتها القديمة لا تجعلنا فقط نشك في نزاهة الانتخابات بل نحن على يقين مما نقول لأن اعتماد الأساليب السابقة لا يمكن إلا أن يؤدي إلى انتخابات مزورة وإلا ما فائدة تجديد القوانين إن كانت الموجودة حاليا ستضمن لنا نزاهة الانتخابات يتساءل الداودي.
وبخصوص إقحام المؤسسة الملكية في الصراع السياسي أكد الداودي أن الملك قام بما يجب، وذلك بسهره الشخصي على إعداد دستور لم يشهده المغرب من قبل ولقي إجماعا وطنيا غير مسبوق، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة بضرورة الإعداد الجيد للانتخابات المقبلة عوض إصدار البيانات.
من جهته أكد عبد الصمد بلكبير ، محلل سياسي، أن الذين يستفيدون من الأجواء اللاديمقراطية لا يمكن أن يتنازلوا بسرعة عن مواقعهم، معتبرا في تصريح ل»التجديد»، أن هذه اللحظة التي يمر منها المغرب لا محال سترفع اللبس لدى الشعب المغربي بين القوى الديمقراطية التي تسعى إلى تنزيل مقتضيات الدستور بشكل سليم، وبين القوى التي تريد لوزارة الداخلية أن تبقى المهيمن الرئيس على الشأن الانتخابي.
وأكد بلكبير أن المعركة اليوم هي معركة نزاهة الانتخابات من عدمها، مضيفا أن الذي سيحسم هذه المعركة هو الشعب المغربي.
هذا وأعربت الحكومة في بلاغ أصدرته، أول أمس الاثنين عقب انعقاد مجلس الحكومة، عن استغرابها لما اعتبرته ترويج بعض الجهات والأشخاص لم تذكرهم في إشارة واضحة إلى تصريحات قياديين في العدالة والتنمية الذي طالبوا بضرورة توفير الشروط السياسية والقانونية قبل الانتخابات المقبلة..
محمد بلقاسم