أفاد مصدر قضائي أنه تم، يوم السبت 3 شتنبر 2011 ، إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص للاشتباه في تورطهم في حادث فضاء ألعاب الأطفال بآسفي. وأوضح المصدر ذاته أنه تم وضع هؤلاء الأشخاص تحت الحراسة النظرية بأمر من الوكيل العام باستئنافية آسفي في إطار البحث التمهيدي، فيما تم الشروع في الاستماع إلى ضحايا هذا الحادث، حسب وكالة المغرب العربي. و علمت "التجديد" من مصادر عليمة أن لجنة مختلطة، ضمت المصالح الأمنية والوقاية المدنية وممثلين عن عمالة آسفي والمجلس البلدي والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء حلت في اليوم الموالي للحادث بمختلف فضاءات الألعاب الموجودة بالمدينة، حيث قامت بمعاينة الوثائق وتراخيص السيركات وطبيعة التجهيزات المستعملة من قبل المنظمين وأعدت تقريرا حول ذلك وقررت حسب مصادر "التجديد" توقيف جميع فضاءات الأطفال المنظمة بمدينة أسفي. فيما اعتبر متتبعون أن تحرك اللجنة بعد الحادث لامعنى له ولا يعفيها من المسؤولية. هذا وأسفر حادث انهيار أرجوحة (ناعورة) بفضاء ألعاب أطفال أقيم بساحة بوذهب بأسفي عن إصابة قرابة 41 شخصا في حصيلة رسمية أورتها "ومع"، و تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، وصفت إصابة خمسة منهم بالخطيرة. وفي الوقت الذي نفت فيه مصادر طبية من داخل مستشفى محمد الخامس، الذي استقبل الجرحى في حدود الساعة العاشرة من مساء يوم الجمعة المنصرم، سقوط قتلى في صفوف ضحايا الحادث الأليم بأسفي، أوضحت المصادر ذاتها في اتصال مع "التجديد" أن الجروح، التي أصيب بها الضحايا، سواء الذين كانوا على مثن الناعورة من الأطفال والشباب، أو النساء اللواتي كن ينتظرن فلذات أكبادهن النزول بسلام، توزعت بين كسور في الأطراف ورضوض في أنحاء متفرقة من الجسم، خاصة على مستوى الرأس. وبحسب معلومات دقيقة حصلت عليها "التجديد" من شهود عيان فإنه قبيل الحادث بحوالي خمس دقائق، نبه أحد افراد الوقاية المدنية، الذي كان يزور الفضاء، المقام بالمدينة منذ شهر رمضان المبارك، رفقة عائلته، القائم على اللعبة بعطب يشوب أحد أطراف الأعمدة التي نصبت عليها الأرجوحة، لكن العامل "لم يبالي بما قلته له واستمر في تحريك الناعورة" يؤكد المصدر. وكشف إطار بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالمدينة، رفض الكشف عن اسمه، ل "التجديد" ان اللعبة التي تسببت في الحادث، كانت مصابة بعطب تقني قبل يوم من الفاجعة، أجبرها على التوقف بالأطفال في السماء، مما أحدث حالة من الهلع في صفوف آباء وأمهات الأطفال، الذين أقبلوا على الفضاء خلال شهر رمضان الماضي، بشكل كبير رغم غلاء ثمن اللعبة بسبب الغياب الفظيع لفضاءات الترفيه واللعب لفائدة أطفال مدينة آسفي. وبعد دقائق من انطلاق "الناعورة" في التحرك دائريا، عموديا، وقع عَطَبُ تقني في اللعبة، لتتوقف بالعشرات من الأشخاص في السماء، بعلو قدره حوالي 12 مترا، وفي غفلة من المشرف، سقطت اللعبة الحديدية التي كانت تحمل العشرات من الأشخاص، وبعد لحظات قليلة، شاع خبر الفاجعة، وتناقلته الهواتف، لتهرع السلطات ورجال الوقاية المدنية والمنتخبون إلى مكان الحادث، بينما هرول العديد من سكان مدينة آسفي من مختلف الأعمار هلعا، مما فرض على المصالح الأمنية تنظيم المرور بالشوارع المؤدية إلى ساحة بوذهب، بالقرب من ميناء آسفي وسط المدينة. وفور وصولهم إلى مكان الحادث، شرع رجال الوقاية المدنية بمساعدة عدد من شباب المدينة في إخراج المصابين من تحت الأعمدة الحديدية، ونقلهم إلى سيارات الإسعاف التي توافدت إلى الساحة، بينما قامت المصالح الأمنية بتطويق المنطقة تحسبا لأي رد فعل احتجاجي من قبل بعض ذوي المصابين أو بعض شباب المدينة، خصوصا وأن مدينة السردين كانت مسرحا قبل شهور مضت، للعديد من الاحتجاجات والمواجهات بين متظاهرين ورجال الأمن. وبينما كان رجال الأمن يرابطون بمكان الحادث، توجه المئات من سكان المدينة صوب مستشفى الإقليمي محمد الخامس، لمعرفة ما إذا كان أحد أفراد عائلتهم ضمن ضحايا الحادث، الذي دوى صداه في عدد من المدن المغربية، وتناقلته وسائل الإعلام. واستنادا إلى معلومات مؤكدة حصلت عليها "التجديد"، فإن شركة السيرك حصلت على رخصة لمدة شهرين، ابتدأت من أول شهر غشت لتنتهي متم شتنبر الجاري. وبالرغم من توفر أَصحاب فضاء الألعاب على ترخيص مُوّقّع من طرف المجلس البلدي والسلطات المحلية وادائه للتأمينات، فإن متتبعين تساءلوا حول الجهة المخول لها مراقبة سلامة المعدات المستعملة في الفضاء، وتقييم صلاحيتها، وهو الحلقة المفقودة في الملف، الذي من المفترض أن يفتح فيه تحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة عن الفاجعة.