أكد محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والاصلاح، على أن العمل السياسي الحزبي قد يعرف صعودا ونزولا وقد يوصل للمعارضة كما يمكن أن يوصل للحكومة، لكن العمل الإصلاحي وحده يبني الرجال على القيم والأخلاق العليا. وأبرز رئيس الحركة في كلمة له خلال المؤتمر الرابع لحزب السعادة بتركيا نهاية الأسبوع الماضي، أن العمل السياسي الذي يجعل العمل التربوي أحد مرتكزاته سيضمن وجوده في عملية التدافع التي تعيشها الأمة. وأعرب رئيس الحركة لأعضاء حزب السعادة عن متمنياته بجعل التحدي التربوي مجالا للتعاون قصد إعداد الرجال والنساء لمواجهة التحديات. وعبر الحمداوي عن اعتزازه وافتخاره بوجوده ضمن أعضاء حزب السعادة، مبلغا تحية وفاء من أعضاء حركة التوحيد والاصلاح إلى الراحل نجم الدين أربكان الذي يعتبر، حسب الحمداوي، أحد المنظرين لإنخراط الحركات الإسلامية في العمل السياسي، والذي استطاع أن يحافظ على مركزية العمل التربوي والدعوي في كل الأحزاب التي ترأسها على حد قول الحمداوي. هذا واختار المؤتمر الرابع لحزب السعادة التركي، الذي انعقد يوم 17 يوليوز الحالي، البروفسور مطفى كمالاك رئيسا، خلفا للرئيس البرفسور نحم الدين أربكان الذي توفي في 27 فبراير من هذا العام عن عمر يناهز 85 عامًا. يذكر أن الراحل نجم الدين أربكان أسس أول حزب إسلامي في تركيا وسماه "حزب النظام الوطني" عام 1970م. صدر حكم بحل حزبه، فعاد سنة 1972م بتأسيس حزب جديد سماه "حزب السلامة الوطني" وأنشأ مجلة لهذا الحزب باسم "مللي غازيته". وأسس حزب الرفاه الإسلامي ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1996م، حيث حصل على 185 مقعدا ليصبح أكبر حزب في تركيا، ليترأس أربكان حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيللر في عام 1998م تم حظر حزب الرفاه وأحيل أربكان إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان عاد ليؤسس حزبا جديدا باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000م. ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003م حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به ليجري اعتقاله، وحكم عليه بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما.