آخر تقرير للأمم المتحدة حول المخدرات والجريمة لسنة 2011 يؤكد أن نحو 4,2 في المائة من المغاربة مدمنون على الكيف ومشتقاته، ويحتل المغرب الذي صنفه التقرير أول منتج لهذه المادة المخدرة في العالم إلى جانب أفغانستان، الرتبة الرابعة من حيث حجم الاستهلاك، وذلك بعد مصر ثم الجزائر تليها الإمارات العربية المتحدة. وتأتي بعد المغرب كل من الكويت والأردن ولبنان ثم السعودية. وأكد التقرير أن إنتاج الكيف لا يزال متركزا في بلدين اثنين فقط، المغرب الذي يزود بلدان أوربا الغربية وافريقيا الشمالية، ويزرع مساحة تقدر ب 47500 هكتار، وأفغانستان التي تزود دول جنوب غرب آسيا. وأبرز التقرير أن المغرب حجز سنة 2009 نحو 188 طن، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق خلال الفترة ما بين 1999 و2009، في حين حجزت السلطات الإسبانية نحو 445 طن فوق أراضيها، وقال التقرير إن الكيف الذي ينتجه المغرب يتم تهريبه إلى اسبانيا ومنها إلى أسواق بدول أوربا الغريبة. من جهة أخرى، كشفت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، أمس الإثنين بالرباط، أن الجمارك حجزت خلال السنة الماضية حوالي 99 مليون سيجارة و67 طن من المخدرات. واعتبر الشرفي خلال الندوة الصحفية الذي عقدها من أجل عرض حصيلة عمل الجمارك لسنة 2010، وتطلعاتها لسنة 2011 ومشاريع الإصلاح، أن نسبة هذه المحجوزات عرفت ارتفاعا كبيرا بالنسبة للسجائر بعدما كانت في حدود 26 مليون سيجارة خلال سنة 2009، وتقلصت بخصوص المخدرات بعدما تم حجز حوالي 91 طن خلال سنة 2009. وارتفعت المحجوزات من مخدر الكوكايين سنة 2010 حيث بلغت 58 كيلوغراما السنة الماضية مقابل 22 كيلوغراما سنة 2009، وتم خلال نفس الفترة حجز ما يزيد عن 90 ألف وحدة من الحبوب المهلوسة مقابل 61 ألف وحدة سنة 2009 حسب إحصائيات رسمية، وهو ما يبرز تفشي مخدر الكوكايين والحبوب المهلوسة بالمغرب، ويؤكد تحول المغرب إلى سوق استهلاكية. وفي المقابل، بلغت كمية المحجوزات من مخدر الشيرا السنة الماضية (2010) أكثر من 118 طن، مقابل 187 طنا بالنسبة لسنة 2009، نفس الانخفاظ عرفته كميات مخدر الكيف المحجوزة، حيث استطاعت الجهات المعنية حجز 173 طنا مقابل 223 طنا بالنسبة لسنة 2009. في حين شهدت المحجوزات من الهروين انخفاظا مثيرا، انتقل المحجوز منه من 31 كيلغراما سنة 2009 إلى كيلوغرامين ونصف فقط سنة 2010. وأكدت الدكتورة أمال بنعزوز، أخصائية نفسانية ومستشارة بجمعية ضحايا الإدمان والمخدرات أن ارتفاع نسبة المحجوزات من مخدر الكوكايين والأقراص المهلوسة يجعل المغرب في تحد كبير لمواجهة إدمان هذه الأصناف من المخدرات. وأوضحت بنعزوز في تصريح سابق ل»التجديد» أن «الكوكايين والأقراص المهلوسة من المخدرات القوية المفعول، يصعب على مدمنيها العلاج منها بسهولة، بل جرعة إضافية من الكوكايين قد تؤدي إلى وفاة متعاطيها، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الشباب، سيما وأن الكوكايين حديث العهد بالمغرب، وفي مسيرة عملي بجمعية ضحايا الإدمان والمخدرات (4 سنوات مضت) لم يكن لهذا المخدر حضورا كبيرا عكس الأنواع الأخرى المتمثلة في الشيرا و»السيليسيون» والقنب الهندي..». وفي السياق ذاته، أتلفت السلطات العمومية ما يناهز 9400 هكتارا من محاصيل القنب الهندي السنة الماضية (2010)، في إطارحملاتها ضد انتشار زراعة القنب الهندي بأقاليم تاونات والحسيمة ووزان والعرائش. وفي موضوع ذي صلة، احتل عدد السجناء على خلفية الاتجار في المخدرات المرتبة الثانية بنسبة 27,05 في المائة من النسبة الإجمالية(17074 ) سجينا، في حين يبلغ عدد المعتقلين على خلفية استهلاكهم للمخدرات المرتبة الأخيرة بنسبة 1,56 في المائة(983 معتقلا)-حسب تقرير للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج-، وبرسم نفس السنة، احتل الإسبان خلال السنة الماضية الرتبة الأولى مقارنة مع عدد الأجانب الموقوفين في جرائم الاتجار الدولي في المخدرات، يليهم الفرنسيون، إذ بلغ عدد الأجانب الموقوفين في جرائم المخدرات 487 شخصا من بينهم 151 إسبانيا و135 فرنسيا و43 برتغاليا و19 نيجيريا و18 رومانيا و12 بلجيكيا و10 إيطاليين-حسب إحصائيات رسمية.