دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى التفكير جدياً في مستقبل المصالحة، محملاً إياه "مسؤولية موقف فشل المصالحة". وقال أبو مرزوق في تصريح خاص ل"فلسطين أون لاين"، رداً على إعلان عباس أنه "لن تكون هناك مصالحة ما لم يكن فياض رئيساً للحكومة المقبلة":" إن عباس يضع المصالحة في "كفة"، وفي الكفة الأخرى يضع سلام فياض، وكأن المصالحة هي بين الشعب الفلسطيني وفياض، وهذا "أمر غير معقول". وحذر من أن "عباس يريد الآن أن يفرض فياض أو أن يعيد الوضع الفلسطيني إلى ما قبل المصالحة"، وتساءل عن سبب إصراره على موقفه " هذا موقف غير مقبول وغير معقول"، وأضاف: "لماذا يربط عباس المصالحة وإنهاء الانقسام بشخص واحد؟". ورفض أبو مرزوق الأسباب التي ساقها رئيس السلطة حول تمسكه ب"فياض"، ومن بينها علاقاته الدولية القوية، وقدرته على تجنيد علاقاته لتمويل موازنة السلطة المالية، وقال مفنداً كلام عباس:" إذا تحدث عن قدرته على إنهاء الأزمة المالية، فإن فياض هو الذي راكم الديون المالية على الخزينة". وأوضح أن فياض أرهق الخزينة بديون داخلية تصل إلى ملياري دولار أمريكي، وديون خارجية تتجاوز المليار وربع المليار دولار أمريكي ، فضلاً عن عجز شهر يصل إلى نحو ثلاثين مليونًا شهريًّا. وأكد عباس أثناء لقائه مع حشد من الشخصيات في مدينة رام الله، مؤخراً، تمسكه بفياض مرشحاً وحيداً دون غيره؛ لأنه "الوحيد القادر على تجنيد الأموال للسلطة الفلسطينية لدفع الرواتب، وتسيير عجلة مؤسسات السلطة". وأشار أبو مرزوق إلى أن فياض لم يكتف بما أقدم عليه في الضفة الغربية ، بل تصدى لكل محاولات إنعاش النظام المالي في قطاع غزة، " لقد تصدى لكل محاولات إنعاش الوضع المالي في غزة بالتعاون مع الإدارة الأمريكية "، في محاولة لإنهاء النظام البنكي برمته في غزة. ودعا نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس" ، فياض إلى النأي بنفسه عن التجاذبات الحاصلة، والابتعاد عن أن يكون شرطاً لإبقاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. وحث أبو مرزوق، عباس على التفكير "جدياً" في مستقبل المصالحة، "هذا يدعم الاعتقاد الذي كان سائداً بأن عباس عندما ذهب إلى المصالحة لم تكن الدوافع الداخلية هي التي دفعته لذلك، بل كان يراهن على أن "حماس" لن توقع المصالحة وورقة التفاهمات". وينص اتفاق المصالحة على أن يتم تشكيل حكومة التوافق المقبلة، بين حركتي فتح وحماس، لكن عباس يصر على تسمية "فياض" رئيساً للحكومة المقبلة، ويرفض كل الأسماء الأخرى التي قدمتها فتح وحماس. وجدد أبو مرزوق التأكيد على أن فياض لم يكن مرفوضاً في البداية من "حماس" فقط، بل كان مرفوضاً من "فتح" أيضاً ، مستدركاً: " في أول جلسة للحوار لم يكن اسمه مطروحاً البتة، لقد طرحه عضو من فتح في نهاية الجلسة ، وقال له الأعضاء الآخرون إنه مرشحك فقط "، وشدد على أن وفد "فتح" كان يدفع باتجاه رفض "فياض" القاطع .