اقترح الدكتور أحمد السنوني، استاذ بدار الحديث الحسنية بالرباط، ونائب الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، أن يتدارس العلماء في مؤتمراتهم وملتقياتهم المقبلة كيفية تدبير الاختلاف مع النخبة المثقفة المتمكنة، التي تتفق معنا في كثير من القيم، ولكنها تختلف معنا في بعض القضايا". وكان السنوني يتحدث في ورشة الرباط حول "الاجتهاد بتحقيق المناط: فقه الواقع والتوقع" يومي 4 و5 يوليوز بالعاصمة المغربية، وهي الندوة التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، بتعاون مع المركز العالمي للتدريب والترشيد بلندن، والمركز العالمي للوسطية التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لدولة الكويت. من جهة أخرى، استحضر العلامة بن بيه، في مداخلته بالندوة المذكورة، النموذج المغربي في الاجتهاد، حيث تحدث عن تحقيق المناط في قيام الأسباب وانتفاء الموانع الذي لا يمارسه شرعا ولا عقلا إلا الجهة السلطانية، مضيفا أن "الحرام يبقى حراما، والحلال يبقى حلالا، فأخذ أموال الناس يظل حراما، وارتكاب الفاحشة وشرب المسكرات سيظل حراما إلى يوم القيامة، ولا تبديل للشرع"، وتوقف بن بيه، عند ما قاله ملك المغرب محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين أثناء الجدل الذي رافق ظهور مدونة الأسرة، وقال بن بيه "هنا يمكن أن ندرك قيمة تلك الكلمة الشريفة -لا يمكنني بصفتي أميرا للمؤمنين أن أحل ما حرم الله أو أحرم ما أحل-، وذلك خلال الخطاب الملكي في أكتوبر 2003، وعلق بن بيه قائلا "إن هذه الجملة بالنسبة لي قول فصل فيما هو مطلوب من تأكيد الموقف الإيماني في احترام أحكام الشريعة".