في وقت يذبح فيه الفلسطينيون المشاركون تغنوا بالسلام المزعوم، أصر منظمو مهرجان الصويرة الموسيقي رغم الامتعاض والاستياء الشديدين اللذين قابل بهما المجتمع الصويري والمجتمع المغربي هذا المهرجان المشبوه أصر القائمون عليه على إقامة أنشطته مستعينين في ذلك بقوات الأمن التي قمعت تظاهرات منددة به إضافة إلى قوات غير أمنية . فقداختتمت مساء أول أمس الأحد الدورة الثانية للمهرجان الدولي المذكور الذي استمتع فيه منظموه بالموسيقى الكلاسيكية على إيقاع وصور المشاهد المؤلمة لحملة الإبادة التي شنها السفاح شارون و التي ما فتئت القنوات العربية تنقلها. واستغرق المهرجان أربعة أيام قدم خلالها 16 حفلا فنيا للموسيقى الكلاسيكية. ومن أجل تغليط الرأي العام وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني قال المنظمون إن مداخيله سيخصص ريعها لفائدة الهلال الأحمر الفلسطيني وهم الذين لم يخفوا في تصريحات صحفية أن الهدف من المهرجان يأتي في إطار سلسلسلة المهرجانات الهادفة إلى التنشيط الاقتصادي والسياحي الموجهة أيضا كما يعلم الجميع إلى استقطاب "السياح" الصهاينة وتشجيعهم على "الاستيطان" من جديد في المدينة التي أراد النافذون أن تكون زرقاء اللون والولاء. تجدر الإشارة إلى أنه تم عرض الحفلتين الأخيرتين من المهرجان بكل من الكنيسة الكاثوليكية بالصويرة وبساحة المدينة من طرف المجموعة الإيطالية لوريسينيول والرباعي المغربي الذي يقوده المايسترو جون شارل بيوندي، ويضم هذا الرباعي الذي يشارك للمرة الثانية في هذا المهرجان كلا من جبريل بناني و إيبورك هشام على آلة الكمان ووديع ألطو ومحسن منون على آلة التشيلو. وقد شارك في هذا المهرجان أزيد من 50 موسيقيا قدموا من مختلف بلدان العالم لإحياء ما سمي بربيع الأليزي وأدوا مجموعة من الأعمال الموسيقية لفرانس ليتز وبيتهوفن .وبرامس ودفوراك وشوبير وموزار وشوبان وهايدن وكبوتسي ودوبوسي وغيرهم، وقدم الأمريكي هارتواي مساء يوم السبت الماضي ولأول مرة معزوفة اعتبرها المنظمون أنجزت خصيصا لهذا المهرجان تحت عنوان إيماج أوف موغادور أو صورة الصويرة. ومن جهتها قدمت الممثلة الفرنسية ماري كريستين بارولت حفلا فنيا تحت عنوان طقوس من أجل عالم يعيش في سلام. وكان لابد من تنويع أساليب التغطية والضحك على الدقون فاستقطب المنظمون إلى جانب الأسماء الأخرى المعروف انتماؤها وتوجهها شابا فلسطينيا لكي يعزف على البيانو على إيقاعات مدينة الصويرة والنافذين فيها من عرابي ما يسمى بالسلام مع الكيان الصهيوني المجرم حيث أدى هو الآخر وصلات من موسيقى بيتهوفن وشوبان ، وكان أولى به أن يعزف لو كان المنظمون صادقين معزوفات تشيد بالانتفاضة وتدين الاحتلال والإجرام الصهيوني بدل التغني بالسلام المشبوه في هذا الوقت الذي هو وقت مقاومة فالترويج للموسيقى الكلاسيكية ليس الوقت وقته اللهم إذا كان المنظمون يسعون لتلطيف "مشاعر المغاربة" مما أصابها من صدمات بسبب مشاهد المذابح اليومية التي يمارسها الإرهابي شارون وهوعمل لا يقل خطورة عن الممارسة الفعلية للإجرام الشاروني باعتباره يسعي لتهوين وقع تلك المجازر والتقليل من آثارها في نفوس المغاربة المسلمين. السيد محمد الناجي عضو اللجنة التنفيدية لمؤسسة الأليزي التي نظمت هذه التظاهرة أثناء عرضه لحصيلة هذا المهرجان أشار في تصريح صحافي إلى أن هذه الدورة الثانية للمهرجان قد عرفت نجاحا كبيرا وإقبال عشاق الموسيقى الكلاسيكسة نظرا لمستوى الموسيقيين الذين أحيوا أيام هذا اللقاء وأكد السيد الناجي أن هذه التظاهرة شكلت حدثا عبر من خلاله موسيقيو مختلف الدول المشاركة بالإجماع عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني مضيفا أنها كانت أيضا مناسبة للتذكير بأن دول العالم العربي الإسلامي تسعى دائما إلى السلام لا إلى العنف. رسالة المهرجان رسالة سلام بالمعنى الذي يريده القائمون عليه أي أن يكون العرب هادئين وودعاء لا يحركون ساكنا في الوقت الذي يهدم فيه شارون المخيمات الفلسطينية على رؤوس ساكينيها ويقتلهم بالمئات.