خرجت يوم الأحد 26 يونيو 2011 بعشرات المدن المغربية، مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة لمشروع الدستور، المقرر التصويت عليه ب"نعم" أو "لا" يوم فاتح يوليوز المقبل، تميزت في غالبيها بطابعها السلمي، وبينما تشبثت مكونات حركة 20 فبراير برفضها لمشروع الدستور، في مسيرات خرجت بنحو 70 مدينة، شهدت المدن نفسها مسيرات مضادة، خرجت تؤيد مشروع الدستور، وتدعو إلى التصويت عليه ب"نعم". مليون متظاهر من أجل "نعم" وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد شارك أزيد من مليون شخص عشية يوم الأحد في مسيرات وتظاهرات بعدة مدن مغربية. نظمتها هيئات سياسية ونقابية ودعوية وانخرط فيها المواطنون، وأورد المصدر ذاته معطيات رقمية تقيد أن المدن الكبرى سجلت مشاركة نحو 300 ألف في الدارالبيضاء، متبوعة بمراكش بنحو 55 ألف شخص، وتطوان وآسفي بنحو 45 ألف شخص بكل منهما، وطنجة نحو 35 ألف شخص، والناظور 30 ألف شخص، وتارودانت 22 ألف متظاهر، وخريبكة ب20 ألف متظاهر. وحسب مصادر أخرى، فإن مسيرات شهدتها مدن، خرج فيها الآلاف بين مؤيدين ومعارضين. ولوحظ أن المتظاهرين في العاصمة الرباط كان ضعيفا، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، بحيث لم يتجاوز عدد المتظاهرين الألف شخص من الطرفين. وسجل المراقبون نزولا كثيفا لقوات الأمن التي أحاطت المتظاهرين منعا لمواجهات بين الطرفين. في حين شهدت مسيرة أخرى دعت إليها نقابة الاتحاد العام للشغالين بالجهة مشاركة الآلاف من المواطنين الذين خرجوا من الهرهورة نواحي الرباط، ومروا في مسيرة بالصخيرات ثم تمارة وصولا إلى شارع محمد الخامس بالرباط. وتميزت مسيراتت الأحد المؤيدة لمشروع الدستور بخروج مسيرات للزوايا وجمعيات دعوية، منها مسيرة الزاوية البودشيشية في الدارالبيضاء التي أكدت "لاماب" أن عدد المتظاهرين فيها يقدر ب300 ألف، فيما تحدث شهود عيان عن 120 ألف، ورفع البودشيشيون شعارات مؤيدة لمشروع الدستور، في مسيرة انطلقت من شارع أبي شعيب الدكالي على الساعة الخامسة والنصف، وتوجهت إلى ملتقى ساعة النصر بدرب عمر، وتعتبر مسيرة الزاوية البودشيشية الأولى من نوعها، وقالت اللجنة التنظيمية إن مريدي الزاوية جاءوا من كل المدن المغربية، ومن عواصم أوربية، للتظاهر من أجل "نعم" لمشروع الوثيقة الدستورية. 20 فبراير: لا للدستور من جانبها تواصل الهيئات المنضوية في حركة 20 فبراير مسيراتها المنادية إلى التصويت ب"لا" على مشروع الدستور، في مسيرات ووقفات عمت حوالي 70 مدينة، حسب معطيات هيئات ممثلة فيها، أكبرها مسيرة بمدينة طنجة، التي انطلقت من ساحة التغيير ببني مكادة على الساعة السابعة مساء ثم اتجهت نحو شارع مولاي علي الشريف، وقدّر المشاركون فيها بنحو 200 ألف شخص، رفعت شعارات تدعو إلى مقاطعة الاستفتاء، وأخرى تدعو إلى التصويت ب"لا" على مشروع الدستور الجديد. وفي الدارالبيضاء تظاهر نحو 7 آلاف شخص من حركة 20 فبراير بالحي المحمدي، وشهدت هذه المسيرة مناوشات بين مناضلي حركة 20 فبراير ومواطنين عاديين يحملون هراوات وسيوف، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم، مما أدى إلى إصابة أفراد في صفوف القوات العمومية وأحد أعوان السلطة، بالإضافة إلى عدد من نشطاء حركة 20 فبراير. ثم تكرر المشهد نفسه بعد نصف ساعة على المسيرات، حيث خرج مجهولون من بعض الأحياء وأخدو في رجم شباب 20 فبراير بالحجارة وقنينات زجاجية والماء القاطع، أصيب على إثرها رجال قوات الأمن، وعون سلطة تم نقله إلى المستشفى في حالة خطيرة. وفي مراكش خرج نحو 3 آلاف متظاهر يدعون إلى التصويت ب"لا" على مشروع الدستور، وفي تازة خرج العشرات من شباب حركة 20 فبراير في مسيرة، اصطدمت بمسيرة أخرى للمؤيدين، مما أدى إلى مناوشات وصلت حد الشتم والسب، وذلك حين أقدم شباب حركة 20 فبراير على حرق أوراق تدعو إلى التصويت على الدستور ب"نعم". أما في الحسيمة، فقد خرج العشرات من شباب حركة 20 فبراير في مسيرة ببني بوعياش، رفعت شعارات تدعو إلى مقاطعة التصويت يوم الاستفتاء، وتوج المتظاهرون مسيرتهم باعتصام جزئي امام مقر بلدية بني بوعياش، قبل أن ينصرفوا إلى حال سبيلهم.