أطلق شيخ الازهر الدكتور أحمد محمد الطيب يوم الإثنين 20 يونيو 2011 "وثيقة الازهر" بشأن مستقبل مصر في الفترة المقبلة التي تضمنت "التوافق" على عدة مبادئ منها التمسك بالثقافة الاسلامية والعربية والاحترام الكامل لدور العبادة ومناصرة الحق الفلسطيني. وأشار الطيب خلال مؤتمر صحافي الى "توافق" كوكبة من المثقفين المصريين بمختلف انتماءاتهم الفكرية وعدد من كبار المفكرين في الأزهر على بيان الوثيقة وذلك على خلفية أحداث "ثورة 25 يناير واللحظة التاريخية الفارقة التي تمر بها مصر". وأوضح أن المجتمعين توافقوا على ضرورة تأسيس مسيرة مصر على مبادئ كلية وقواعد شاملة تناقشها قوى المجتمع لتصل في النهاية الى الأطر الفكرية لقواعد المجتمع ونهجه السليم مشيرا الى تأكيد هؤلاء أهمية دور الأزهر في بلورة الفكر الاسلامي الوسطي السديد. وذكر أن المجتمعين اعتبروا الأزهر "المنارة الهادية" التي يحتكم اليها في تحديد علاقة الدولة بالدين وبيان أسس السياسة الشرعية الصحيحة التي ينبغي انتهاجها "ارتكازا على خبراته المتراكمة وتاريخه العلمي والثقافي". وشدد الطيب في هذا الاطار على ضرورة التأكيد على المواثيق والقرارات الدولية والتمسك بالمنجزات الحضارية في العلاقات الانسانية المتوافقة مع التقاليد السمحة في الثقافة الاسلامية والعربية. وأكد كذلك ضرورة الحرص التام على صيانة كرامة الأمة الاسلامية والحفاظ على عزتها الوطنية وتأكيد الحماية التامة والاحترام الكامل لدور العبادة لاتباع الديانات السماوية الثلاث وضمان الممارسة الحرة لجميع الشعائر الدينية دون أية معوقات. كما أكد الحرص التام على صيانة حرية التعبير والابداع الفني والأدبي في اطار منظومة القيم الحضارية الثابتة منبها الى ضرورة اعتبار التعليم والبحث العلمي ودخول عصر المعرفة "قاطرة التقدم الحضاري في مصر وتكريس كل الجهود لتدارك ما فات في هذه المجالات". وشدد على ضرورة تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية ومواجهة الاستبداد ومكافحة الفساد والقضاء على البطالة "مع اعتبار الرعاية الصحية الحقيقية والجادة واجب الدولة تجاه كل المواطنين جميعا". وأكد الطيب ضرورة الحفاظ على استقلال الارادة المصرية وبناء علاقات مصر بأشقائها العرب ومحيطها الاسلامي ودائرتها الأفريقية والعالمية ومناصرة الحق الفلسطيني على أساس التعاون على الخير المشترك وتحقيق مصلحة الشعوب في اطار من الندية والاستقلال التام. وحث كذلك على ضرورة تأييد "مشروع استقلال مؤسسة الأزهر" وعودة هيئة كبار العلماء واختصاصها بترشيح واختيار شيخ الأزهر والعمل على تجديد مناهج التعليم الأزهري ليسترد دوره الفكري الأصيل وتأثيره العالمي في مختلف الأنحاء. وأهاب الطيب بعلماء الأزهر والمثقفين بكل الأحزاب والاتجاهات السياسية المصرية" أن تلتزم العمل على تقدم مصر سياسيا واقتصاديا في اطار المحددات الأساسية التي وردت في البيان".