كشف الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عن برنامج عمل جديد لإصلاح مؤسسة الأزهر وتطويرها يتضمن بالخصوص إعادة تشكيل هيئة لكبار العلماء من مصر والعالم الإسلامي وإحياء دورها ونشاطها واختيار شيخ هذه المؤسسة من بين أعضاء تلك الهيئة بالانتخاب. وألمح الطيب في تصريحات صحافية يوم الثلاثاء الماضي إلى احتمال اختيار شخصية إسلامية لتولي منصب شيخ الأزهر الذي تأسس قبل نحو 1041 سنة. وقال إنه أجرى بهذا الخصوص لقاءات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى تسيير شؤون البلاد ومع رئيس الوزراء عصام شرف قام خلالها بعرض ورقة عمل لإصلاح وتطوير الأزهر وإبراز دوره في الحفاظ على التراث الإسلامي، وأوضح انه تم تشكيل لجنة قانونية مكلفة بإعادة النظر في القانون المنظم للأزهر والذي يعود لسنة 1961 وتضم فقهاء القانون والشريعة الإسلامية، وذلك بما يحقق الاستقلال المالي والإداري للمؤسسة. وأضاف احمد الطيب أنه سيتم أيضا إنشاء لجنة فكرية من مفكري مصر والعالم العربي والإسلامي لاستشراف الدور العالمي للأزهر الشريف في نشر المذهب الوسطي المتسامح الذي يمثل مذهب أهل السنة والجماعة تمثيلا دقيقا وحقيقيا. يذكر أن الأزهر الشريف تحول إلى مؤسسة حكومية بعد ثورة 1952 وأصبح تعيين شيخه بيد رئيس الجمهورية وهو ما أضفى على هذا المنصب طابعا سياسيا وأبعده عن دوره الديني بعد أن كان شغل المنصب يتم بالانتخاب من طرف هيئة كبار العلماء. ومع ثورة يناير الأخيرة طالب العديد من المفكرين ورجال الدين والعلماء بعودة الأزهر لمكانته التاريخية والسياسية بفصله عن النظام واعتباره هيئة مستقلة وإعادة انتخاب شيخ الأزهر مباشرة من بين أعضاء مجمع البحوث الإسلامية على غرار ما كان يحدث من قبل.