شكل الإصدار الجديد «الحركة النسائية بالمغرب المعاصر: اتجاهات وقضايا» للباحثة جميلة مصلي، محور ندوة نظمها المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة يوم الأربعاء فاتح يونيو 2011 بنادي الصحافيين بالرباط بمشاركة منتدى الزهراء للمرأة المغربية. وقال مصطفى الخلفي مدير المركز المذكور، إن إقدام مركزه على نشر الإصدار الجديد يأتي في سياق سوسيو تاريخي متعدد الدلالات، فمن جهة دخل المغرب مرحلة جديدة، تمثلت في المراجعة الشاملة لوثيقة الدستور، وكذا الحراك المجتمعي، وتقديم العديد من المشاريع من قبل الهيئات والمنظمات الحزبية والجمعوية والمدنية والنسائية، وأضاف المتحدث نفسه، أن المتأمل في الوضع الحالي، يلحظ أن الدستور الجديد، سيفرض على الحركات النسائية، أن تتحول من منفعل ومتأثر بالأوضاع إلى فاعل ومبادر ومستوعب للتحديات الجديدة، ولهذا فالحركات النسائية المغربية، دخلت منعطفا جديدا يقتضي مراجعة وتحولا عميقين في خطابها وأجندتها وأهدافها ورهاناتها، مضيفا أن إصدار مصلي محور نقاش الندوة يشكل لبنة في هذا السياق. ومن جانب آخر، ذكر الخلفي بأهمية البحث وبراهنيته وبحاجة المكتبات لمثل هذه الدراسة، إذ أن المعرفة بالحركة النسائية ظلت حسب رأيه حبيسة التوجهات الايديولوجية والكتابات الصحفية، بينما البحث العلمي لم يوف هذا الموضوع حقه كما يستحق. ولعل ما يضفي على هذا البحث نكهة خاصة، كما يؤكد الخلفي، كون الباحثة راكمت خبرة متعددة الروافد، إذ أنها تشتغل على ثلاث جبهات أساسية، وهي الحقل السياسي باعتبارها نائبة برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، ومهتمة بقضايا المرأة والأسرة والطفل والإعلام، وثانيا لكونها فاعلة مدنية وعضو مؤسس للعديد من الجمعيات ذات الطابع التنموي المهتم بالأسرة والمرأة. ومن جانبها، اعتبرت المنسقة الوطنية لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية بثينة القروري أن هذا العمل، سيسهم لا محالة في خلق نقاش عمومي حول دور ووظيفة الحركات النسائية المغربية في القرن الواحد والعشرون . وفي كلمتها، ركزت خلود السباعي أستاذة بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية التي قدمت للكتاب، على نوعية المنهجية التي وظفتها الباحثة، كالمنهج التاريخي، خصوصا ما تعلق « باللوحات التاريخية» والذي وظفته الباحثة لاستجلاء أهم المراحل التاريخية التي مرت بها الحركة النسائية المغربية ومختلف المنعرجات والسيرورات التي طبعت هذه الحركة. وأيضا «المنهج التوثيقي»، بشكل يوثق لمختلف التشكيلات الحركية النسائية المغربية سواء في تيارها «اليساري» أو «الإسلامي»، وكذا «المنهج الاستقصائي» عبر المقابلة العلمية مع العديد من الفاعلات في هذا المجال. كما أبرزت المتدخلة أهم الجوانب التي شملتها الدراسة، مشددة على أهميتها، وراهنيتها من جهة أخرى، وعلى النتائج التي توصلت بها، والتي يمكن ان تشكل أرضية للنقاش العلمي الهادئ بين كل الحساسيات النسائية، لبورة مشروع مجتمعي قمين بالنهوض بأوضاع المرأة والأسرة بشكل عام. ومن جانبها، تطرقت الباحثة بالمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، فاطمة الزهراء هيرات، في محور حول «تأثير الاتفاقيات الدولية في فكر واختيارات الحركة النسائية المغربية»، للتحول التاريخي الذي عرفته الحركة النسائية، كما تطرقت كذلك للجانب التمويلي في الموضوع. وقد تميز هذا الحفل، بتوقيع الباحثة جميلة مصلي لإصدارها الجديد.