خلصت الندوة التي نظمت يوم السبت 4 يونيو 2011 بالقنيطرة حول سؤال الهوية ضمن الإصلاح الدستوري الرهن على أن المغرب يعرف صراعا «شرسا» حول منظومة القيم والهوية. وأبرزت الندوة التي أطرها كل من محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش ولحبيب الشوباني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن لحظة إنتاج الوثيقة الدستورية تتطلب من جبهة الدفاع على قيم المغربة، أن تعمد إلى تعزيز فرص تكريس منظومة القيم ضمن التعديلات الدستورية المقبلة. وكانت أسئلة الندوة التي نظتمها منظمة التجديد الطلابي، قد تمحورت حول دور العلماء في سيرورة إنتاج الوثيقة الدستورية المرتقبة، وإستراتيجية بعض الأطراف داخل الدولة وجبهة العلمانيين قصد إضعاف منظومة القيم على المستوى الدستوري والقانوني والعملي. كما كانت أسئلة من المستفيد من إغلاق دور القرآن، والدور المطلوب من كافة تيارات المغرب الأصيلة في وقت النقاش الدستوري والصيغ الكفيلة بتعزيز منظومة القيم في البناء الدستوري في مغرب الغد. في مداخلته التي عرفت تجاوبا كبيرا، اعتبر محمد المغراوي أن عمق الإسلامية المغربية تتجسد أساسا في الحفاظ على نهج السلف الصالح، مشددا من ذات الجانب على كون بناء المجتمع والدولة تتطلب الاهتداء بالمنهج السليم، وليس الانصياع إلى الأهواء. وعن سؤال حول دور العلماء في إنتاج الوثيقة الدستورية الحالية؟ أجاب المغراوي: لا أحد أعطى اعتبارا لمؤسسة العلماء. ولكن بالرغم من ذلك ، أضاف المتحدث، على أن على العلماء التدخل في حالة تضمنت الوثيقة إجراءات مخالفة للشريعة. وبخصوص حركة 20 فبراير أوضح المغراوي أن لامانع من رفع المطالب والشعرات، لكن كل ذلك يجب أن يخضع لإطار الشرع؛ مشددا على ضرورة مواجهة كل من يحول تمرير عدد من الشعارات «الكفرية» كالتطبيع مع المثليين، أو أكل رمضان...وطالب المغراوي الحاضرين بضرورة التسجيل في اللوائح الانتخابية، لكونها المدخل الأساسي للوقوف في وجه تمرير أية مخالفة للشرع. أما عن الانتخابات المقبلة: قال المغراوي: نطالب الآن بالدفاع عن الإسلام ونصرته من خلال الدستور أما الموقف من المشاركة في الانتخابات المقبلة فلكل حادث حديث. من جهته اعتبر لحبيب الشوباني أن العالم يعيش ثلاث صحوات: دينية وديمقراطية وعولمية. مبرزا على أن سؤال اليوم هو سؤال الحرية أي بناء دولة يتمتع فيه كل المغاربة بالمساواة والكرامة. واعتبر الشوباني أن مجالات الصراع والتدافع الثلاث المفتوحة اليوم أمام الإسلاميين تتمثل في السلطة والثروة والقيم والهوية. ومن أوجه ذلك أن المغرب مايزال مستعمرا من قبل «ولاد فرنسا»، إضافة إلى هيمنة اللغة الفرنسية على الاعلام والإدارة، وهناك استراتيجية تعتمدها التسلطية في المغرب تصنع رموزا تتجرأ على ثوابت الأمة. معتبرا أن السلطة التحكمية في المغرب ترتكز على معطى الجمع بين السلطة والمال. وهو ما ينتج عنه تكريس لمنظومة القيم المستبدة والضامنة لإدامة السيطرة على السلطة والمال. لذلك المدخل، وفق الشوباني، لتحرير منظومة القيم هي تفكيك معاقل السلطة الاستبدادية ومناشط تحكمها في الإعلام والفن والمجتمع المدني. من جهة أخرى اعتبر الشوباني أن العلماء قد تم تهميشهم في كل مراحل إقرار الدستور.مشددا على أن ربح رهان تعزيز منظومة القيم في الدستور المرتقب يتم من المخل الدستوري، قبل فتح جبهات الجانب القانوني ومسألة نزاهة الانتخابات المقبلة.