أثارت أشرطة فيديو حول العنف الذي ميّز التدخل الأمني ضد حركة 20 فبراير، صدمة كبيرة لدى كثير ممن رأوها وعبروا عن ذلك عبر الشبكة العنكبوتية أو من خلال التعليقات عليها في المواقع الكترونية. وأكدت المشاهد أن قوات الأمن لم تميز في عنفها بين امرأة تحمل طفلها، أو صحفيا يرتدي «سترته» ويقوم بدوره المهني، كما لم تُميّز بين متظاهر يحتج من أجل مطالب مشروعة، وبين غيره من المواطنين. وقالت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إنها سجلت يوم 29 ماي استعمالا خطيرا للعنف ضد المحتجين في مسيرات سلمية، بقصد ترهيب وتخويف المواطنين حتى لا يلتحقوا بالمسيرات التي تدعو لها حركة 20 فبراير، وأكدّت أن طريقة التدخل الأمني والعنف الذي مورس من لدن قوات الأمن بدا وكأنه انتقام ، وليس رغبة في تفريق المحتجين فقط. وأضافت الرياضي في تصريح ل»التجديد» أن الدولة عليها أن تضمن الحق في التظاهر السلمي، وعليها أن تحترم القانون . وأوضحت أن التصريحات التي تزعم أن المسيرات غير مرخص لها، تتجاهل أن التدخل الأمني العنيف يقع قبل أن تنطلق تلك المسيرة، بل تستمر الملاحقة الأمنية للمتظاهرين في الأزقة والدروب. وأكدت أن الحق إذا تعارض مع القانون، فإن الأولوية تكون للحق وليس للقانون، ناهيك عن مدى ديمقراطية القوانين المعمول بها في المغرب. وبُثت على موقع «اليوتيوب» مشاهد مروعة ، الأولى يكشفها فيديو مسجل على «اليوتيوب» بعنوان «إفراد في عنف البوليس في الدارالبيضاء» لمواطنة ترتدي جلبابا أسود وتحمل طفلها الذي لم يتعدى 6 سنوات على الأكثر على ظهرها، وقد التف حولها 3 من رجال الأمن يضربونها بدون رحمة أو شفقة، مما جعل طفلها الصغير يهرب صارخا، قبل أن ينقذه متظاهر آخر، فيما تعرض آخر حاول حماية المرأة وطفلها لضرب عنيف على وجهه، حتى تفجر الدم على ثيابه، كما يبدو في الشريط. أما المشهد الثاني، فيتعلق بالصحفي منير الكنتاوي، الذي رغم إعلانه عن هويته، بل وارتدائه ل»جيلي» يؤكد أنه صحفي، فقد تعرض لضرب مبرح، بدا وكأنه انتقام منه. حصل ذلك عندما حاول توثيق مشهد مروع لثلاثة أمنيين ينهالون ضربا على شاب من حركة 20 فبراير بواسطة العصي والهراوات، فاتجه إليه أحدهم مهددا إياه، لأنه كان يوثق الحدث، مخاطبا إياه بألفاظ نابية وشنيعة، وشرع في الاعتداء عليه، رغم صراخه المرتفع بأنه صحافي ولديه ما يثبت هويته، حتى سقط مغشيا عليه، نقل على إثره إلى المستشفى لتلقي الإسعافات. والمشهد الثالث، جاء من مدينة آسفي حيث التعذيب والقمع والرمي خارج المدينة، بعدما يتم الضرب المبرح على الأرجل، بل في أماكن خطيرة، حسب شهادة مواطنة مسجلة على «اليوتيوب».