شهدت شوارع وأزقة مدينة بوعرفة مواجهات بين سكان من جهة وقوات التدخل السريع والشرطة والقوات المساعدة من جهة أخرى، طيلة يوم الأربعاء 18 ماي .2011 وجاءت هذه الأحداث عقب إقدام بعض المعطلين على حرق أنفسهم، حالة أحدهم خطرة استدعت نقله إلى مستشفى الفارابي بوجدة، ويتعلق الأمر برشيد الزياني في الثلاثينات من عمره، وآخر يدعى مكطوف نقل إلى المستشفى الإقليمي ببوعرفة، وهما عضوان في جمعية المعطلين المستقلين ببوعرفة. وكانت الجمعية قد دخلت في اعتصام مفتوح أمام مقر العمالة منذ أزيد من 12 يوما بعدما لم يأت حوارهم مع باشا المدينة بنتيجة تذكر. وقد تعرضوا في الأيام الأخيرة لاستفزازات وإهانات من قبل بعض العناصر الأمنية والسيمي، وتم إبعادهم من باب العمالة بالقوة مرارا، وزادت حدة الاستفزازات صبيحة الأربعاء حين رفع المحتجون شعار ''سوا اليوم سوا غدا إحراق الذات ولا بدا''. وكرد فعل على هذا الإحراق، قام مواطنون من مختلف الفئات بتنظيم مسيرة سلمية جابت عدة شوارع وأزقة المدينة، ثم قصدوا المستشفى الإقليمي حين سمعوا خبر نقل الزياني إلى وجدة، فاعترض الأمن سبيلهم قرب العمالة، حيث وقع اشتباك، حين حاول المواطنون منع شخص آخر حاول إحراق نفسه وهو من قدماء المحاربين الذين سبق أن نظموا اعتصامات أمام العمالة. وتطور الصراع الذي تمثل بالخصوص في الرشق المتبادل بالحجارة ليصل أوجه بقلب المدينة قرب السوق المغطى وبشارع محمد السادس وأزقة حي الشميط، وقد قام المحتجون، وأغلبهم من الشباب، بإلقاء الحجارة وقطع الطوب في الطرقات لعرقلة مرور سيارات السيمي والأمن التي تعرض عدد منها لخسائر كبيرة، كما شوهدت سيارات الإسعاف تنتقل بين أماكن المواجهة والمستشفى مرات عديدة، وقد أفادت مصادر مطلعة أن إصابات مختلفة وصلت المستشفى من كلا الطرفين. وصبيحة الخميس شوهدت سيارات الأمن تقوم بحملات تمشيطية في الأحياء الشعبية، بعد وصول تعزيزات أمنية من وجدة، وجرى الحديث عن حملة اعتقالات شنت في أوساط الشباب خاصة ليلة الأربعاء. من جهة اخرى نظم مواطنون بمدينتي تندرارة وفجيج مسيرات تضامنية مع بوعرفة مساء الأربعاء.