بعد أن راجت شائعات بأن الدورة الثالثة عشرة ل «البولفار» لن تقام، حين بادر راعي التظاهرة (شركة اتصالات) إلى فسخ العقد الذي يجمعه ب «البولفار»، نظمت الدورة بعد إعادة البرمجة أيام الجمعة والسبت والأحد، وشأنها شأن جميع الدورات السابقة، لم تخل من المظاهر التي ارتبطت بهذا المهرجان منذ إنشائه. وتحولت المسالخ القديمة في الدارالبيضاء المعروفة في العامية المغربية ب «الباطوار» بمقاطعة الحي المحمدي، إلى فضاء يحتضن صورا لظواهر مخلة بالآداب والأخلاق، شبابا لطخوا وجوههم بكل أنواع الماكياج والاكسسوارات، وقصات شعر غريبة بين ظفائر طويلة ورؤوس حليقة، وآخرون بأقنعة، ووشوم غريبة ترسم بكل أنحاء أجسام الفتيات والفتيان، يقوم برسمها شبان وشابات بينهم أفارقة بفضاء المهرجان، إضافة إلى مظاهر الميوعة، والسكر بجنبات فضاء «الباطوار»... مجموعات في فضاء المهرجان متناثرة، كل يغني ويتفاعل مع موسيقاه، راب، هيب هوب، روك، ريغي، كناوة، أمازيغي، روك، هافي ميتال..، وطقوس لا يجمعها رابط، وراءها شباب يغني لنفسه ولمتعه، عبر لغة استثنائية تحركها îالستيلات الغنائيةî التي ينتمون إليها، كثير منهم يعتبرون أن ميولهم لهذه الأنماط لا تنطلق من أي تأطير، بل فقط عشق للون غنائي، منهم من يجهل حتى مضامين الكلمات، بل ما يهمه هو الرقص على الموسيقى، في ظل أجواء من الصخب والمخدرات والانفلات من ضوابط الآداب العامة.. وسجل مصدر أمني أنه رغم تناقص جمهور البولفار ( 300 شخص)، إلا أن الفوضى المرتبطة بهذا المهرجان، برأيه تعود أساسا إلى الترخيص لمثل هذه المهرجانات «، مشيرا إلى أن الحضور الأمني الكبير، ومحاصرة سيارات القوات المساعدة كل جوانب «باطوار الدارالبيضاء» الذي احتضن سهرات البولفار، قلص نوعا من حدة الحوادث التي كانت تسجل بالدورات السابقة. وفي موضوع ذي صلة، نددت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة الدارالبيضاء في اجتماعها العادي الجمعة الماضية، بالاستهانة بساكنة المدينة من قبل الجهات المنظمة ل»البوليفار» بمرفق المجازر القديمة بالحي المحمدي التابع لمجلس مدينة الدارالبيضاء، في الوقت الذي تسيل فيه الدماء وتزهق الأرواح بالعديد من الأقطار العربية الشقيقة، وفي تجاهل تام للمطالب الشعبية بإيقاف هدر المال العام.