احتضن مركز التكوينات والملتقيات الوطنية التابع لوزارة التربية الوطنية المؤتمر الوطني الرابع للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية الذي ينعقد تحت شعار ''التربية الإسلامية أساس بناء القيم وتثبيت الهوية'' يومي السبت 14 والأحد 15 ماي 2011، وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرتها شخصيات تمثل مختلف الهيئات إلقاء كلمات لعدد من الشخصيات التي تربطها بالجمعية علاقات شراكة وتعاون. واعتبر عبدالكريم لهويشري رئيس الجمعية في كلمته مجال التربية الإسلامية أوسع وأشمل من أن تنهض به الجمعية ذات الإمكانات المحدودة والكفاءات البشرية القليلة، فمهمتنا،يضيف لهويشري، مهمة الأنبياء و الرسل، لكن وعي الجمعية، مكتبا وطنيا وفروعا التي تناهز ثلاثين فرعا تغطي مختلف جهات المملكة، بهذا الوضع هو الذي يحملنا على استشعار حدود مسؤوليتنا؛ والتي لابد أن نستمر في القيام بتحملها على أحسن وجه مستطاع متعاونين مع كل الجهات والهيئات المدركة لحجم هذه الأمانة الجسيمة.وجدد المتحدث رفضهم لحادثة مراكش الإرهابية مبرزا أن مجريات الأحداث وتواتر الوقائع، وما حادثة مراكش البشعة والمرفوضة عنا ببعيد، لتؤكد يوما عن يوم، لمن يحتاج إلى تأكيد، حاجتنا إلى تقوية و تدعيم التربية الإسلامية في منظومتنا التربوية تحصينا لناشئتنا من كل انحراف أو تطرف؛ مذكرا ببعض الثغرات التي عانت منها مادة التربية الإسلامية ولا زالت ومنها استمرار الخصاص في أساتذة المادة مما أدى إلى إسناد تدريسها لغير المتخصصين ولا يخفى ما لذلك من أثر علمي وتربوي على الناشئة وقلة حصص المادة وضعف معاملها، ثم الاستمرار في إقصاء أساتذة المادة من ولوج سلك التبريز. ناهيك عن عدم إدراج تخصص التربية الإسلامية في مباراة الدخول إلى مركز تكوين المفتشين في حلته الجديدة ، خاصة أمام تآكل عدد مفتشي المادة نتيجة المغادرة الطوعية والإحالة على التقاعد، مما يجعلنا نجد نيابات وقريبا جهات دون مفتش للمادة،وضعف التكامل بين مفردات المنهاج الدراسي.وحث على ضرورة اعتماد رؤية شمولية لبيداغوجيا الإدماج تستوعب جميع المواد الدراسية وتعميق التكوين ودعم وتحفيز الأساتذة والمؤطرين على المصاحبة والتتبع والتقويم... من جهته دق مولاي أحمد صبير الكاتب العام لكنفدرالية جمعيات آباء وأولياء تلاميذ التعليم الابتدائي والثانوي الاعدادي والثانوي التأهيلي ناقوس الخطر الذي يهدد المنظومة التعليمية التربوية، وقال''تعالوا نعلن وبكل شجاعة أن المدرسة المغربية اليوم مهددة أكثر من اي وقت مضى في حاضرها ومستقبلها، مهددة في وظيفتها وفي رسالتها، تعالوا نعلن بكل صراحة أن المدرسة المغربية تتسارع فيها وتيرة الهدر وتتعاظم فيها ملامح الفشل الدراسي، مضيفا أنه يتراءى فيها للعيان ضعف المردودية والفاعلية والمهنية ونكوص الشركاء والمتدخلين المفترضين، مبرزا أن من بين هؤلاء استمرأ هذه الصفة في الاوراق والمراسيم والمذكرات وفي الاعلام والمنتديات، وشدد صبير أنهم في الكنفدرالية لا يتلذذون برسم صورة قاتمة لواقعنا التربوي ولا يزايدون على أحد بتشريح واقع المدرسة العمومية لأن هذه الصورة لم تعد تخفى على أحد رغم الخطب الملكية وتقارير مؤسسات رسمية وغير رسمية وهيئات وطنية ودولية، واكد صبير انهم لا يتصورون مدرسة مغربية بدون مجتمع مدني فاعل في كل شيء تكوينا وتواصلا وتنظيما وتسييرا، كما عبر عن استعداد الكنفدرالية التعاون والتنسيق مع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية. الدكتور موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن اللغة العربية دعا في كلمته الى وضع اليد في اليد من اجل التكتل والتعاون تحضينا للهوية المغربية ودرءا لكل المخاطر التي قد تواجه أسس الهوية الحضارية للمغرب، وأشار إلى أنهم تخندقوا منذ أربع سنوات في جبهات متعددة تتعارك فيها الجمعية من أ جل قيم المقاصد النبيلة للدين الإسلامي الحنيف ضدا على قيم الجهل والتفسخ والانحلال الخلقي وثقافة الميوعة. يذكر أن المؤتمر سيعرف مناقشة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما ثم الاستغال في ورشات الأولى حول القانون الاساسي برئاية لهويشري والثانية حول الأولويات برئاسة محمد احساين،وبعد المصادقة على تقارير الورشات يرتقب أن يتم انتخاب ثلثي اعضاء المكتب الوطني ليختم المؤتمر بالبيان الختامي وتلاوة المذكرة المرفوعة للديوان الملكي.