باركت حركة التوحيد والإصلاح للقيادات والفصائل والقوى والشخصيات الفلسطينية، ولكافة الشعب الفلسطيني المصالحة التاريخية، واعتبرتها، في رسالة إلى الفصائل الفلسطينية، إنجازا لا يقل أهمية عما حققه كل من الشعبين التونسي والمصري في إنهاء تلك الحقبة المظلمة من الاستبداد والفساد. ودعت الحركة الله أن يوقفهم إلى ترجمة هذه الوحدة وهذا التفاهم إلى خطوات أكبر في إطار برنامج شامل للتحرير والتحرر. وفيما يلي نص الرسالة: إلى الإخوة في الفصائل الفلسطينية عامة وفي حماس وفتح خاصة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تابعنا في حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب باهتمام بالغ وفرحة كبيرة ما أقدمتم عليه من إنجاز للحدث التاريخي المتمثل في توقيعكم على ورقة المصالحة الفلسطينية، والتي لا تمثل فقط درسا في الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني المناضل، الذي رفع بكل قوة شعار ''الشعب يريد إنهاء الانقسام''، وإنما أبانت كذلك عن وعي استراتيجي كبير عندكم كقيادات فلسطينية في التعاطي مع ما يجري من حولكم في العالم العربي من تحولات كبيرة وعميقة سيكون لها ما بعدها، وبكل تأكيد سيكون لها بإذن الله وعونه انعكاساتها الإيجابية على القضية الفلسطينية العادلة، وعلى موازين القوى في الساحة. وقد كنتم جازاكم الله خيرا في الموعد والتقطتم الإشارة بكل دقة واخترتم الخيار الصحيح، فنسأل الله تعالى أن يثبتكم على ذلك، وأن يوفقكم لاقتناص كل الفرص الممكنة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني الأبي وكل أبناء الأمة المتمثلة في إزالة الاحتلال وتحرير فلسطين. إن هذه المصالحة وهذا التفاهم في رمزيته ودلالاته الحضارية والسياسية بالنسبة إلينا في حركة التوحيد والإصلاح، لا يقل أهمية أبدا عما حققه كل من الشعبين التونسي والمصري الشقيقين في إنهاء تلك الحقبة المظلمة من الاستبداد والفساد، وشروعهما في شق طريق جديدة نحو مستقبل أفضل تنعم فيه الشعوب العربية والإسلامية بالحرية والعزة والكرامة. أيها الإخوة الأحبة والأشقاء إننا إذ نحييكم ونكبر فيكم هذه الخطوة وهذه الروح العالية في تقديم المصالح العليا للوطن وللأمة على الحسابات الأخرى، فإننا نبارك لجميع القيادات والفصائل والقوى والشخصيات الفلسطينية، ولكافة الشعب الفلسطيني المرابط وخاصة لشبابه الذي ناضل وقاوم وضحى وصبر، فهنيئا لكم جميعا بهذا الإنجاز التاريخي الكبير. والله تعالى نسأل أن يوفقكم للنهوض بمسؤولياتكم في الحفاظ على هذه الأمانة، وأن يسدد خطاكم لترجمة هذه الوحدة وهذا التفاهم إلى خطوات أكبر في إطار برنامج شامل للتحرير والتحرر، إنه سميع مجيب وبالاستجابة جدير. والسلام عليكم ورحمة الله. الرباط في 30 جمادى الأولى 1432 ه الموافق ل 4 ماي 2011 م إمضاء: محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح