افتتح المنتدى الفكري الخامس دورته حول ابن خلدون صباح الثلاثاء 3 ماي 2011، بكلية الآداب بنمسيك بحضور عالم الاجتماع التونسي الدكتور محمود الذوادي، لطرح موضوع راهنية الفكر الخلدوني .. نحو قراءة معرفية ومنهجية، إلى جانب الأستاذة فاطمة عميل نائبة رئيسة جمعية الحضن الوطنية والتي ينظم هذا المنتدى بشراكة معها، إلى جانب المشرف العلمي للمنتدى الفكري وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي الباحث سلمان بونعمان. وأوضحت الأستاذة فاطمة عميل في كلمتها أهمية المنتديات الفكرية التي ترتفع بالواقع الاجتماعي لتستوعبه وتنظمه، وهي إحدى ألدوافع والأسباب التي تجعل جمعية الحضن لرعاية الأسرة والطفل تهتم برعاية مثل هته المنتديات. وفي ذات السياق يرى المشرف العملي للمنتدى أن المشروع الإصلاحي الإسلامي عموما والعمل الطلابي الشبابي خصوصا خلال المرحلة الحالية يحتاج إلى خوض غمار كسب التحدي الفكري فهما واستيعابا، وتنزيلا لمقتضياته، وتثويرا لأسئلته وقضاياه، وتفجيرا لمقولاته ومفاهيمه وإشكالاته وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتم إلا بتأطير نظري وتسديد منهجي وتقصيد معرفي. ومن ثم، فالحرص على تنظيم محطات المنتدى الفكري، باعتباره فضاء شبابيا طلابيا يضم المشتغلين والمهتمين والباحثين في القضايا الفكرية والمعرفية من منظور العلوم الاجتماعية المعاصرة، يهدف للإسهام في تنشيط الفضاء المعرفي وتلقيحه بأسئلة فكرية قلقة، تروم خلق الحس الاجتهادي عند عموم شباب المنظمة المتطلع إلى نهضة حضارية شاملة، وفتحه على آفاق واعدة من الاشتغال الفكري والمعرفي. ويأتي هذا المنتدى الفكري في هذه الدورة رافعا رمزا مغاربيا كبيرا، وهو العلامة والمؤرخ ابن خلدون، كمحاولة جادة تضاف إلى أخرى، لإنصاف رمز عظيم من رموزنا الثقافية العملاقة، والتي ما تزال الحاجة إلى استردادها واستيعابها، بالنظر إلى آثارها الممتدة في حياتنا الفكرية، خاصة وأن الفكر الخلدوني لم يصل إلينا خاما وإنما عن طريق تلامذة الحضارة الغربية. ويعزز سلمان بونعمان هذا الاختيار بقوله: ''أن ابن خلدون كان ممن طرح سؤال الراهنية، ومن ثم فإن استدعاء المقولات الخلدونية ونجاعتها التفسيرية الحضارية ومقدرتها التحليلية في قضايا الاجتماع السياسي والدولة والسلطة أساسا وعوائق النهضة والتحرر من استبداد وظلم وتفكك في القيم التي حللها بعمق وبتشريح دقيق، وفي استيعابه للتحولات التي عرفها تاريخ الحضارة الإسلامية وكشف عللها وأسباب السقوط والنهوض وأيضا على المستوى البعد الحضاري والمنهجي من خلال الإفادة منه في تطوير علوم اجتماعية عربية تجديدية على مستوى النظام المعرفي، ومتحيزة حضاريا. ولعل هذا الاختيار قد يعكس الانجذاب والتناغم مع ما تعرفه الساحة العربية من صخب الثورات التي انطلقت شرارتها من تونس مسقط رأس العلامة ابن خلدون وهو الأمر الذي يلقي بألقه على المناقاشات التي انطلقت هذا الصباح وستستمر مع مداخلة العالم التونسي محمود الذوادي في محور الجلسة الثانية من المنتدى حول الجوانب المنسية في دراسة العبقرية الخلدونية.