شككت المعارضة الليبية في الرواية الرسمية الليبية التي زعمت مقتل أحد أنجال معمر القذافي، إضافة إلى ثلاثة من أحفاده، في غارة للناتو خرج منه القذافي وزوجته سالماً. وقال عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي: ''نشكك في صحة الأمر.. إنها فبركة من قبل النظام في محاولة يائسة لاستجداء التعاطف... هذا النظام يواصل الكذب باستمرار''. بدورها، شككت إدارة الرئيس الأمريكي في تلك المزاعم. وقال مسؤول رفيع في إدارة أوباما: ''نحن على علم تام بالتقارير، لكن لا يمكننا تأكيد هوية من قتل، وإذا كان هناك بالفعل شخص قتل، حتى رؤية أدلة ملموسة''. وكان متحدث باسم الحكومة الليبية أعلن مقتل نجل القذافي (سيف العرب) وثلاثة من أحفاده فجر أمس، وقال موسى إبراهيم، في تصريحات للصحفيين في وقت مبكر: إن القذافي وزوجته كانا متواجدين في منزل سيف العرب، الذي استهدفه صاروخ أطلقته قوات الناتو، إلا أنهما نجيا من القصف وحالتهما ''طيبة''، مشيراً إلى أن القصف أسفر أيضاً عن مقتل ثلاثة من أحفاد القذافي. وقلل محمود شمام مسؤول الملف الإعلامي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، في تصريح لقناة ''الجزيرة'' فور ورود النبأ، من أهمية ما أورده الناطق باسم نظام القذافي، واتهمه بالكذب والتضليل والتمثيل، مؤكدا أن القذافي وكتائبه قتلوا، ولا يزالون، الآلاف من الليبيين الأبرياء منهم النساء والشيوخ والمئات من الأطفال. واعتبر شمام أن الهدف من الرواية الرسمية هو استعطاف الناس وتحويل الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها النظام الليبي. أما المعارض والناشط السياسي جمعة القماطي، فأشار إلى أن ما ذكر ''مسرحية مفبركة ومفضوحة''، وقال ل''الجزيرة'' إن ذلك ليس جديدا على القذافي، مشيرا لما أعلنه العقيد القذافي الذي يصفه الليبيون المعارضون بالطاغية بعد القصف الأمريكي لمنزله عام 1986 عن مقتل ابنته بالتبني لتثبت الأيام بعد ذلك أنها لم تقتل. وأضاف أن الرواية يكذبها الواقع والشك بإمكانية اجتماع واحد من أنجاله وأحفاده في منزل واحد، وهو الذي يقيم أماكن اختباء له ولأسرته. وذكر أنه حتى في حالة فرضية مقتل نجل القذافي وأحفاده، فإن ذلك يضاف إلى مئات الليبيين الذين قتلوا على يد كتائب القذافي في الزاوية والبيضاء وزوارة ومصراتة وغيرها، حيث عثر على جثث أطفال متفحمة، وذلك الطفل الذين قتل برصاصة اخترقت قلبه. ومن جانبه، أكد الحلف الأطلسي أن مقاتلاته تضرب وبدقة أهدافاً ذات طبيعية عسكرية ومرتبطة بشكل واضح في الهجمات المنتظمة لكتائب القذافي ضد المدنيين. وقال الجنرال تشارلس بوشار، قائد العمليات العسكرية للناتو، في بيان: ''نأسف لكافة الخسائر في الأرواح، تحديداً المدنيين الأبرياء من تأذوا نتيجة النزاع القائم..''. وتابع ''الناتو يفي بقرار الأممالمتحدة لوقف ومنع الهجمات ضد المدنيين، بضربات دقيقة وبحرص، على نقيض قوات القذافي التي تتسبب في الكثير من المعاناة''. ونفى بوشار استهداف طائرات الحلف المقاتلة للمدنيين، قائلاً إن كافة الأهداف ''ذات طبيعة عسكرية واضحة ومرتبطة بكل واضح الهجمات المنتظمة لنظام القذافي على الشعب الليبي''. وسيف العرب نجل القذافي (29 عاما) كان يدرس بألمانيا وهو لا يشغل منصبا رسميا ولا يحمل رتبة عسكرية. وذكرت وكالة ''رويترز'' أن أصوات إطلاق النار وأبواق السيارات دوت في مدينة بنغازي معقل الثوار شرقي البلاد بعد ورود أنباء الهجوم. ''خنق'' كتائب القذافي وكان الناطق باسم قيادة عمليات قوات التحالف في ليبيا الجنرال روب فيهيل قد أعلن، الجمعة الماضية، أن قوات التحالف تمكنت من الحد من قدرات القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، عن طريق قصف مراكز القيادة ومخازن السلاح. وأوضح فيهيل في مؤتمر صحافي في مركز القيادة في نابولي أن عمليات قوات التحالف لتقليص العنف في ليبيا والمعاناة التي تسببها قوات القذافي للشعب في مصراتة متواصلة وقد حققت تأثيراً واضحاً. وأضاف ''لقد دحرنا القوات الموالية للقذافي وتسيطر القوات المعارضة على معظم المدينة، وذلك بجزء منه نتيجة نجاح مهمة الناتو حتى الآن. وقوات القذافي لم تسيطر على المدينة''، بحسب (يو .بي .آي). وأشار فيهيل إلى أن القوات الموالية للقذافي تواصل قصف المدنيين في مصراتة بالمدفعية بعيدة المدى والصواريخ وقذائف الهاون ويطلقون النار بشكل عشوائي على المدينة. وقال إنه ''من غير القانوني وغير الأخلاقي قصف المدن والأبرياء فيها بشكل عشوائي وسنواصل قصف من يفعلون ذلك''. وأشار إلى أن قوات التحالف ''نجحت في تقليص قدرة قوات القذافي على تنسيق هجماتها من خلال قصف مراكز قيادة ومراقبة تابعة لها وسنواصل مهاجمة مخازن الذخائر والأسلحة''. وقال ''في حين أن هذه الجهود قد لا تكون مرئية لأنها في الغالب تكون بعيدة عن مناطق مدنية إلاّ أن تأثيرها واضح قرب الجبهة حيث تجد قوات النظام صعوبة في القتال''. وأضاف ''سنواصل تدمير المدرعات وقاذفات الصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية تستخدم بشكل مباشر وغير مباشر لإزهاق أرواح المدنيين''. وتابع فيهيل أنه لحسن الحظ ''أوقفنا تقدم القوات التي تهدد المدنيين والمراكز السكنية، وألحقنا ضرراً كبيراً بقدرات القيادة والمراقبة والقدرات اللوجستية وهاجمنا قوات متورطة بشكل مباشر في القتال الذي يلحق الأذى بالمدنيين''. وأعلن أن الحملة ستنتقل لتهاجم المزيد من قوات القذافي التي تضغط على مراكز المدنيين، مؤكداً أن نتائج ستظهر في الأيام القليلة المقبلة. وقال إن طيران الناتو نفذ أكثر من أربعة آلاف طلعة 1700 منها قتالية، وقد تمت إصابة أو تدمير نحو 600 هدف، بما فيها 220 دبابة ومدرعة و70 قاذفة صواريخ و200 مخزن سلاح. وتقوم 19 سفينة تابعة لحلف الناتو بدوريات في وسط البحر الأبيض المتوسط لمراقبة تطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وقام جنود من الحلف بتفتيش 700 سفينة منذ بداية العملية، وتم منع ست سفن من دخول المياه الإقليمية الليبية بسبب الشحنات التي كانت تنقلها. وأشار الجنرال إلى أن قوات القذافي تستخدم ذخائر محظورة ضد سكان مصراتة ودمرت نظام تزويد المدينة بالمياه، مما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني فيها. وعطلت سفن لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة الماضية، ألغاماً بحرية زرعتها قوات العقيد معمر القذافي في مرفأ مدينة مصراتة الساحلية (شرق)، المحاصرة منذ شهرين، حسب ما قال جنرال بريطاني. وقال الجنرال فيهيل في مؤتمر صحافي إن ''سفننا اعترضت سفناً صغيرة كانت تزرع ألغاماً وقد عطلنا الألغام التي عثرنا عليها''. وأضاف خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة من مقر قيادة الحلف الأطلسي في نابولي أن ''ذلك يثبت من جديد مدى جهل (نظام القذافي) بالقانون الدولي ومحاولته عرقلة إرسال مساعدات إنسانية''. وأعلنت مصادر دفاعية إيطالية أن مقاتلات نفذت غارات فوق المناطق التي يسيطر عليها القذافي في ليبيا من دون تحديد هذه المناطق. وقالت إن مقاتلتين من طراز تورنادو مزودتين بقنابل أقلعتا من قاعدة تراباني بجزيرة صقلية، كانتا برفقة طائرتي أف ستة عشر، قامتا بضرب أهداف عسكرية في ليبيا . من جانب آخر، أعلن مسؤول عسكري في حلف شمال الأطلسي أن قوات الحلف ستحاول تخفيف الحصار المفروض على مدينتي الزنتان ويفرن جنوبي غرب طرابلس، اللتين تتعرضان إلى قصف من قوات القذافي. وقال الجنرال البريطاني روب وايغهيل خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسل، الجمعة، ''نرى عمليات هجومية كثيرة تشنها قوات القذافي في منطقتي الزنتان ويفرن ومن الواضح ان هذا الأمر سيكون أولوية بالنسبة لنا''، وفق وكالة ''فرانس برس''. وأوضح أن الحلف ''يحاول إصابة مزيد من قوات القذافي التي تمارس الضغط على مراكز مدنية''. وقال ''تعلمون أنه لا يمكننا كشف الخطة، لكنكم سترون النتيجة في الأيام المقبلة''.