لماذا تطالبون بتجميد الإصلاح الجامعي هذه الظرفية بالذات؟ الإصلاح الجامعي ولد أعرجا منذ بداية الألفية عن طريق الميثاق الوطني للتربية والتكوين والقانون الإطار 00/01 والذي رفضته الجماهير الطلابية رفضا قاطعا وطالبنا بتجميده لكونه لم يشرك الطلاب في صياغته ولم يراع شروط تنزيله فقد تجاهل الإصلاح الجامعي توفير البنية التحتية والشروط الاجتماعية للطالب المغربي، ولما أقر المجلس الأعلى للتعليم بفشل الإصلاح جاؤوا ببديل آخر بطريقة ارتجالية وسموه مخططا استعجاليا والذي فشل فشلا تاما في معالجة الاختلالات البنيوية التي تعاني منها الجامعة المغربية، بل زاد في تعميق الأزمة وهو ما يتضح اليوم من خلال حالات الطرد والتسريح الجامعي للطلاب وتردي الوضعية الاجتماعية للطالب المغربي. فمن العار اليوم أن تبقى المنحة في حدود 433 درهم شهريا ويحرم منها ما يقارب ثلثي عدد الطلاب كما أن بنية الأحياء الجامعية المحدودة هي في تدهور مستمر وانتشار الفساد في المرفق الجامعي وغياب الديمقراطية والاستقلالية. كما تأتي هذه المطالبة تتويجا ودعما للنضالات التي تخوضها المواقع الجامعية وخاصة في القنيطرةوأكادير وبني ملال ومكناس وفاس. لذلك اليوم ننظم هذا الاعتصام للمطالبة بتجميد هذه النظام التعليمي وإيقاف هذه المهزلة. ما هي الرسائل الأساسية التي تودون إبلاغها من خلال هذا الاعتصام؟ الرسالة اليوم إننا طيلة السنوات الماضية أطلقنا صرخات طلابية متواصلة ونبهنا أكثر من مرة وحذرنا من تفاقم الوضع ومن تجاهل مطالب الطلاب لكن لا حياة لمن تنادي الوزير اخشيشن لم يبد أية إشارة إيجابية تجاه المطالب العادلة والمشروعة للطلبة، الآن لم يعد هناك من خيار سوى تجميد هذا النظام التعليمي الذي لم ينتج سوى جامعة على هامش المجتمع وخارج رهانات التنمية ولم تخرج سوى أفواج من المعطلين. اليوم لم يعد هناك خيار دون الرفع من قيمة المنحة وتعميمها على كل الطلاب المغاربة ولم يعد من ضرورة لاستمرار وضع أيادي وزارة الداخلية على رئاسة الجامعة، الطلبة اليوم ينتظرون إطلاق الحريات العامة وإطلاق سراح كل معتقلي الحركة الطلابية وفي مقدمتهم الطالب محمد ليمام الحيرش عضو منظمة التجديد الطلابي فرع أكادير، ولم يعد من خيار سوى بناء جامعة وطنية ديمقراطية مستقلة تنتج المعرفة وتخرج أطر حقيقية للبلد، جامعة قائدة لعملية التنمية وغير ذلك هو رحيل المسؤولين عن هذا الوضع مع محاسبة كل كل من ساهمة في هذه الأزمة. ما هو الأفق الذي تتصورونه لهذا الاعتصام وللمعارك السابقة التي خضتموها؟ الاعتصام الطلابي الأول من نوعه أمام مؤسسة وزارة التربية الوطنية والبرلمان هو بمثابة رسالة نتمنى لأن يفهمها المسؤولون وأن يبادروا إلى إشراك الطلاب وممثليهم في إنقاذ الوضع بالجامعة قبل فوات الأوان، ولنقول أن المعركة من أجل استقلالية الجامعة ودمقرطتها ورد الاعتبار للطلاب هي معركة مفتوحة على كل الاحتمالات محليا ووطنيا وبأشكال أكثرا تصعيدا ونحمل وزارة التربية الوطنية المسؤولية عما ستؤول إليه الأوضاع لاحقا.