افتتح صباح الخميس 14 أبريل 2011 بمدينة فاس، المؤتمر العالمي الأول للباحثين في القرآن الكريم وعلومه، واعتبر الدكتور الشاهد البوشيخي أن الأمة ''تنتظر استخلاص خلاصة كسبها خلال 14 قرن، وتنتظر أيضا علاج المعضلات الثلاث المتمثلة في النص والمصطلح والمنهج''، بينما اعتبر عبد الرحيم الرحموني، مدير معهد الدراسات المصطلحية، أن الملتقى الحالي يحمل سمة خاصة يجعله تاج الندوات، لاهتمامه بالقرآن الكريم. وشهدت الجلسة الافتتاحية أيضا إلقاء كلمات لكل من الدكتور عبد الحميد أبو سليمان، رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، و عبد الله جوب، رئيس رابطة علماء المغرب والسنغال، والشيخ محمد ولد داداه، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي اعتذر نيابة عن الشيخ القرضاوي، الذي لم تسمح له ظروفه الصحية بالحضور، بالإضافة إلى كلمات نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ورئيس الجمعية المغربية للدراسات القرآنية، وكلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر. واعتبر مولاي عمر بنحماد، أن المؤتمر العالمي الحالي، يؤرخ ويوثق لجهود الأمة في خدمة القرآن الكريم، وأكد في تصريح ل''التجديد''، أن ''المطلع على البرنامج يجد تنوعا، حيث حاول المنظمون تغطية جل المحاور المرتبطة بخدمة القرآن الكريم، بمشاركة متنوعة من مختلف الجامعات والدول''، وبالتالي، يضيف بنحماد، ''هذا هو المؤتمر الأول من نوعه على مستوى التخصص والمحاور، ثم على مستوى كثرة المشاركين''، وهو ما اعتبره منسجم مع اهتمام المغاربة بالقرآن الكريم وبالعلوم الشرعية، وتمنى بنحماد أن يسهم هذا المؤتمر في ترشيد البحث العلمي، ''إذ لا يمكن أن يتحدث الإنسان عن الإضافة أو التجديد وهو لم يطلع بعد على جهود الأمة، فهذا المسح لهذا الجهد هو الذي يدلنا على الفراغات، التي ينبغي الاشتغال والتركيز عليها''، من جهة أخرى، قال بنحماد، ''أتمنى أن تكون هاته الفرصة وهذا اللقاء فرصة لنا جميعا، أفراد ومؤسسات وجامعات، أن ندرك ما حظنا من خدمة القرآن الكريم، كل واحد منا عليه أن يسأله نفسه، هذه جهود الأمة خدمة للقرآن الكريم، فما هو حظنا من خدمته''، وأضاف ''وطبعا من ضمن الأمور التي لازالت ملحة عندنا هي دور القرآن الكريم، وخصوصا التي شملها الإغلاق، وهناك بشائر لعودتها، نتمنى أن يجد هذا الملف مخرجا ينسجم مع جهود المغاربة في خدمة القرآن، ويصحح الصورة عند الجميع''. يذكر أن المؤتمر تنظمه كل من مؤسسة البحوث والدراسات العلمية، و معهد الدراسات المصطلحية، والرابطة المحمدية للعلماء، ويحضره ممثلين عن 14 دولة عربية وإسلامية، يمثلون جامعات القرآن الكريم، وكلياته وأقسامه في الجامعات والكليات، ومراكز البحث في القرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية، والجمعيات العلمية المتخصصة، أو المهتمة بالقرآن الكريم وعلومه، وكذا المجامع الفقهية والإسلامية واللغوية، والمؤسسات والمنظمات الدولية ذات الصلة بموضوع المؤتمر، بالإضافة إلى الباحثين المتخصصين والمهتمين. ويهدف المؤتمر إلى تبيان خلاصة جهود الأمة في مختلف ميادين خدمة القرآن الكريم وعلومه، وكذا تأسيس أرضية للانطلاق إلى مختلف آفاق الخدمة في المستقبل، ثم إتاحة الفرصة للباحثين في المجال، كي يتعارفوا، ويتفاهموا، ويتكاملوا، وقسمت جلسات المؤتمر إلى خمس محاور، وهي جهود الأمة في حفظ القرآن الكريم، جهود الأمة في تيسير القرآن الكريم، وكذا جهود الأمة في تفسير القرآن الكريم، بالإضافة إلى جهود الأمة في بيان إعجاز القرآن الكريم، وأخيرا جهود الأمة في استنباط الهدى من القرآن الكريم، وينتظر أن يشارك في أشغال المؤتمر، ثلة من العلماء، في مقدمتهم الدكتور أحمد الريسوني، والدكتور محمد هيثم الخياط، والدكتور عبد الحميد أبو سليمان، والدكتور سليمان عثمان محمد، رئيس جامعة القرآن الكريم للعلوم الإسلامية بالسودان، والدكتور احمد حسن فرحات، والدكتور محمد بريش، بالإضافة للدكتور مصطفى بنحمزة، وعشرات الأساتذة والباحثين من المغرب وخارجه.