ما تعليقكم على الدعوات الشعبية لإلغاء مهرجان موازين أمام إصرار المنظمين على معاكسة هذه الإرادة الشعبية؟ شخصيا لا أتفق مع لغة المصادرة والإلغاء وهذا المهرجان له سلبيات وإيجابيات لكن الأساس عندي هو أن نطالب بترشيد هذا المهرجان وألا يكون في ميزانيته شيء من الخسارة والتبذير وأن تكون فيه الأولوية للإبداع المغربي والإبداع العربي ولمحيطنا الإفريقي. وبالتالي فالأساسي هو أن يكون لدينا مهرجان في مستوى المغرب ومستوى إمكاناته وأن نراعي في تنظيمه أولويات واحتياجات الشعب المغربي في السكن والصحة والشغل والتعليم وأن لا تكون نفقاته زائدة. وزيادة على منطق الأولويات هذا، عليه أن يعطي للمغرب إشعاعا وتفتحا على المستوى السياحي وإنعاشه وإكسابه سمعة جيدة على المستوى الدولي وبالتالي فالاستئصال مسألة لا أوافق عليها ولا أوافق قطع أرزاق مجموعة من الفنانين المغاربة الذين ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر، وبالتالي كان من الأولى رفع شعار الترشيد والتصحيح. تصحيح الأخطاء والتجاوزات وأن يبقى المهرجان في حدود النافع وبما يمكن أن يشرف المغرب لا أن نلغي كل المهرجانات التي تعطي للإبداع الفني وحريته مكانتهما. وبالتالي فعلى هذه الدعوات أن تحذر من السقوط في العدمية والاستئصالية. المطالبون اليوم بالإلغاء، يقولون أن مهرجان موازين أصبح أحد أبرز تجليات الفساد المالي أمام الميزانيات الرهيبة المخصصة له، وأنه يروج لثقافة مخزنية لا شعبية وأنه ليس من أولويات المغاربة اليوم، ما رأيكم؟ بالفعل على أمثال هذه المهرجانات أن ترشد وأن لا تكون مشبوهة أو مغشوشة أو أن تكون أموالها غير معروفة، وبالتالي ما ينبغي المطالبة به هو الحساب والشفافية، فهذه الأموال من أين تأتي؟ وإلى أين تذهب؟ وهل تذهب في مسارات صحيحة؟ وبالتالي علينا المطالبة بأن نكون شركاء في هذا المهرجان ونكشف عن حقيقة الأمور وعن فلسفته ومصادر تمويله وغياته. ومن هذا المنطلق يمكن أن نساهم في التغيير من الداخل لأني أنا دائما ضد الرؤى العدمية والاستئصالية والقطعية التي تصادر حق الناس أو حق الاجتهاد، لذالك أؤكد على مطلب التصحيح والمحاسبة والمكاشفة والشفافية وهذه أمور يمكن أن نعتمدها في مقاربات كل المهرجانات وفق هذه المعايير وضمنه إعطاء الأولوية لما هو أولى والأسبقية لما هو أسبق وإعطاء الأولوية لما هو فكري وتربوي واجتماعي وتعليمي وتثقيفي ووضع الترفيهي في جزئه وحجمه، أما أن يؤخذ لتهريب الإنسان المغربي عن عروبته وتغريبه وعن ثقافته فهذه كلها أشياء غير مقبولة. المطالبون بالإلغاء يتحدثون عن الاستئصال النازل وعن استغلال النفوذ واحتكار الاستفادة من المهرجان لصالح أقلية متنفذة. ما قولكم؟ المدخل هو المحاسبة والشفافية وأن نقول بأن هذا المهرجان مقرصن ومسروق من قبل جهة من الجهات وبالتالي ينبغي أن يرجع إلى الشعب الذي يدفع الضرائب والذي هو أساس كل سلطة وعلى كل المهرجانات أن تعود إلى الشعب الذي هو الممول وهو صاحب القرار، وبالتالي إذا كان هناك من يقرصن هذا المهرجان فهو لا يقرصن المهرجان وحسب بل يقرصن شركات وأصول ومجموعة من الأشياء التي ينبغي أن توضع في إطارها حتى لا نعالج الموضوع بطريقة انتقائية في ملف متشابك ومترابط، فالكفر ملة واحدة والفساد شيء واحد وهو فساد في السياسة والاجتماع والعلاقات وفي العمران وملف واحد ينبغي معالجته معالجة واحدة.