بتعاون بين الإيسيسكو والأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت، صدر كتاب جديد حول الوقف الإسلامي: مجالاته وأبعاده، بثلاث لغات : عربية، فرنسية وإنجليزية لمؤلفه الدكتور أحمد الريسوني. الكتاب يقع في 75 صفحة من الحجم المتوسط، متضمنا مقدمة وثلاثة مباحث، أما المبحث الرابع فهو بمثابة خاتمة وتوصيات حول الوقف وأبعاده التنموية وآفاقه المستقبلية وطرق تفعيل دوره وواجب العلماء والدعاة والحكومات في هذا الإطار. الكتاب قدم له المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري والدكتور فؤاد عبد الله العمرالأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت، حيث أشارا إلى فعالية نظام التكافل الإسلامي في دفع عجلة التطور بالمجتمعات الإنسانية عامة والإسلامية خاصة، وكذا كيفية إحياء دور الأوقاف الإسلامية كسنة أصيلة في تاريخ العالم الإسلامي في مجال التضامن والتكافل وتأثيرها الفعال في معالجة قضايا التنمية والرقي في المجتمعات المعاصرة كبديل للمحاولات التي ترهن التقدم والتنمية بالوصفات الغربية والجاهزة. ويقول مؤلف الكتاب الدكتور أحمد الريسوني، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الخامس المغرب " إن الأمم إنما تتطور وتنهض حينما تؤمن بذاتها وبمكانتها وبقدراتها، وحينما تستثمر ما عندها وتطوره وتبني عليه، قبل أن تلجأ إلى الاستنساخ والاستيراد بنفسية العاجز التابع، وإن أقل ما تربحه الأمم التي تنطلق من ذاتها ورصيدها وتراثها، سرعة التلاؤم والانسجام بين المشاريع والمبادرات المعتمدة وبين البيئة الثقافية والاجتماعية" فتقليد الآخر واستنساخ تجاربه باسم المعاصرة قد انعكس بآثار سلبية، والتجارب التاريخية للمجتمعات الإسلامية خلال مائة عام شاهد على ذلك. فنظام الوقف والزكاة والاقتصاد اللاربوي كلها مداخل ناجعة في مواجهة المديونية والبطالة وضعف الخدمات في التعليم والاجتماع والاقتصاد، فالأعباء التي تحملها الوقف في مسيرته التاريخية بمؤسساته وأملاكه الضخمة رغم أساليب التهميش والتضييق وكذا السلب والنهب دليل قاطع على فعاليته في التنمية والتقدم الذاتيين، فالحاجة إلى إحداث تراكم في أنظمة الوقف والزكاة والاقتصاد اللاربوي كفيل بإخراج الأمة والمجتمعات من خانة الذيلية والتبعية واستنساخ تجارب الآخر وبناء نظام أصيل وذاتي يفك عقدة الارتهان للآخر وسياسته الاحتوائية. ع. لخلافة