لماذا الدعوة إلى إضراب عام بقطاع التعليم المدرسي اليوم وغدا الأربعاء بهذه السرعة؟ كانت هناك محطات احتجاجية لمختلف الفئات المنتمية لقطاع التربية الوطنية، لكن الحكومة ومن خلالها وزارة التعليم أوقفت الحوار الاجتماعي عموما لأنها لم توفر حوارا مسؤولا يفضي إلى نتائج حقيقية تنصف الشغيلة، كما أنها لم تساعد على تنزيل الإصلاحات التي دعا إليها صاحب الجلالة، وبالعكس بدل أن تقوم الحكومة ومعها الوزارة بحل المشاكل لمختلف الفئات المظلومة والتي لها مطالب معروفة، خصوصا وأن البعض منها وقع اتفاقات ومحاضر باتت معلومة ومنشورة، وعوض التمسك بالمناخ الإيجابي سواء مع النقابات أو العصب الوطنية أو التنسيقيات، أقدمت الجهات المعلومة على نهج سياسة العصا والضرب والرفس لعل أخطرها ما حصل للأساتذة المجازين يوم السبت الأخير والذي وصل صداه إلى المنتظم الدولي والرأي العام العالمي خصوصا بعد دخول قنوات أجنبية على الخط، كما تم الاعتداء على الدكاترة والمبرزين والعرضيين والمجازين يوم الخميس المنصرم، وهؤلاء جميعا يعتبرون من خيرة أبناء قطاع التربية الوطنية فهم مربو الأجيال ويقومون بمهمة التربية والتعليم ومن حقهم الاحتجاج دفاعا عن مطالبهم المشروعة والعادلة. ونخوض الإضراب كنقابات للمطالبة بتنفيذ الاتفاقات المبرمة خصوصا اتفاق فاتح غشت 7002 وإقرار ترقية استثنائية عاجلة وإنصاف كل الفئات المتضررة. كيف تنظرون إلى الاعتداءات الأخيرة التي تعرض لها الأساتذة المجازون؟ لقد تعرض الأساتذة المجازون لظلم كبير، فهم جاؤوا للتعبير عن مطالبهم بشكل سلمي وحضاري، وبدل أن ينصفوا، أو يتم التحاور معهم كانت لغة الحوار هي العصا والقمع الوحشي والهمجي والجبان، وأغتنم المناسبة لأجدد استنكارنا الشديد لهذا التصرف الهمجي، وكما عبرنا في بياننا لابد من فتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة كل من ثبت تورطه في هذا الكارثة التي خلفت استياء عميقا في صفوف عموم المواطنين وأفراد الأسرة التعليمية على الخصوص، ولابد من تفعيل الاتفاقات وهنا أذكر أننا كنقابة سبق أن طالبنا مرارا وتكرارا بتعديل المادة 801 من النظام الأساسي والتي تعتبر سبب المشكل الذي يشتكي منهم المجازون وحاملو الماستر وغيرهم، ولابد من نهج سياسة الحوار الجدي والحقيقي بدل نهج سياسة العصا والتي لن تجدي نفعا خصوصا في ظل الحراك العربي وما يقع في دول عربية أخرى. بعد هذه المحطة هل تفكرون في برنامج نضالي تصعيدي مع النقابات الأكثر تمثيلية؟ طبيعي أن دور النقابات هو الدفاع عن المطالب العادلة والمشروعة للأسرة التعليمية عن طريق الحوار، والحوار ثم الحوار، فنحن لسنا هواة إضرابات ولا اعتصامات، وخوض إضراب يومين هو بمثابة رسالة، ونحن بمعية النقابات سنحاول تقييم المحطة وردود الفعل من لدن المسؤولين، وبعدها سنضع برنامجا نضاليا تصعيديا قد يصل إلى تنظيم المسيرات ومقاطعة الامتحانات، وهذا سيتم الحسم فيه مع الشركاء والذين نتمنى بالمناسبة أن يتوسع التنسيق معهم ليشمل كافة المكونات في إطار النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، ولابد من التعاون في كل ما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما نختلف فيه على أساس أن نستمر في الحوار بيننا فيه إلى حين الوصول إلى الوحدة النقابية المنشودة بعد الحسم في الملف المطلبي الوحدوي وخوض محطات مشتركة لحمل الحكومة والوزارة على الاستجابة لمطالب الأسرة التعليمية.