أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة غير متزوج أقع في بعض الأحيان في معصية الله تعالى بالتفرج على الأفلام والمواقع الاباحية وأحيانا أخرى تغلبني شهوتي فأمارس العادة السرية و لكن مباشرة بعد ذلك يراودني الندم فأتوب إلا أنني سرعان ما أعود. بداية أقول للسائل الكريم التساؤل والبحث عن المساعدة، وعن الدعم هذا خير كبير ويدل على بذرة خير موجودة في هذا الشاب وفي كل مسلم ينهج منهجه، وأنبه الأخ الكريم ومن ورائه كل شباب الأمة، أن الشباب أهم مراحل العمر، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بالشباب فكان يقول: ''استوصوا بالشباب خيرا فإنما نصرني الشباب وخذلني الشيوخ ''، وليس عبثا أن ينص بالنص على الشباب، في حديث النبي صلى الله عليه وسلم مما سيسأل عنه العبد يوم القيامة'' لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ''ونص على العمر كله، ولكن من العمر الشباب، والنص والتأكيد على الشباب له دلالاته سيسأل عنه الإنسان، والحديث عن شبابك فيما أبليته أي فيما قضيته، لهذا علينا الانتباه على استغلال مراحل عمرنا كلها وخاصة مرحلة الشباب، ثم الاستقامة وعبادة الله عز وجل كل لا يتجزأ ولا ينبغي أن نجزئه فلابد من استقامة الجوارح والأعضاء إلى جانب استقامة القلب والعين وكل أعضائنا الداخلية والخارجية لا بد ان تستقيم على أمر الله عز وجل، ''قل آمنت بالله ثم استقم'' وصية النبي صلى الله عليه وسلم ''فاستقم كما أمرت'' قرآن كريم، فنحن مأمورون ليس باجتناب الزنا فحسب، وهذا مقطوع به ولكن أيضا اجتناب مقدماته والطرق المؤدية إليه وهذا أيضا من تلك الطرق التي جاءت في سؤال الشاب الكريم النظر إلى الأفلام والمواقع الإباحية مقدمة قد تؤدي بصاحبها إلى الوقوع في الزنا والعياذ بالله، لهذا قال الله عز وجل ''ولا تقربوا الزنا '' ولم يقل ''ولا تزنوا'' وإنما قال (ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا)، ثم أيضا نص في القرآن الكريم على حفظ الفروج قال تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون) وهي من صفات المؤمنين في مطلع سورة ''المؤمنون''، ومن الحس المقصود في هذه الآية الحس المعنوي، حفظ الجوارح من الاستفزاز، وجعل الحفظ على صيغة اسم الفاعل ''حافظ ''ولم يقل ''حفظوا '' حافظ التي تفيد الثبات ولا تقبل التغير ولا يصير حافظا حقا من حفظ اليوم وضيع غد. وثقافة الإحصان والعفاف لا ترتبط بالزواج فقط كما حاولت تقديمه أخ الكريم في سؤالك وكأنك تبرر تصرفك وتحاول تبريره، لأن الأخ الكريم برر عندما تساءل أنا ابن 26 عشرين سنة غير متزوج هذا لا يبرر أن يسقط الإنسان في الرذيلة، بل لا بد أخي الكريم ان تمارس الاعفاف والإحصان وأنت أعزب وبذلك تكون مؤمنا حقا. واعلم أخي الكريم أنك لحد الساعة لا توبة لك حقيقية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقبل توبتنا جميعا، مادمت تعود إلى فعلك، لأن من شروط التوبة الإقلاع تماما قال تعالى (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة تم يتوبون من قريب) هم الذي قال فيهم ( فأولئك عسى أن يتوب الله عليهم ) فمن شروط التوبة عدم المعاودة، ومن علامة صحتها أنك كلما تذكرت معصيتك تذكرت ندمك الشديد وتقطع قلبك حسرة وندامة. فالندم ليس لحظة بل استمرارية تضمن الاستقامة لهذا قال السلف الصالح رضي الله عنهم إذا تذكرت الذنب واضطرب القلب فقد وقع الندم. أخيرا، أخي الكريم أملأ وقتك بما يفيد اشغل نفسك بعظائم الأمور تنشغل عن صغائرها احفظ طاقتك احفظ شبابك. وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.