"الشعب يريد إنهاء الانقسام"، شعار رائع يرفعه الفلسطينيون بكافة أطيافهم ومكوناتهم وفصائلهم من أجل الخروج من حالة الجمود التي يعيشها الشارع الفلسطيني، حيث إن حالة التشرذم والتفرقة سببت إرهاقًا على الشعب الفلسطيني الذي بات يجمع على ضرورة إنهاء الانقسام وإنهاء أسبابه ومكوناته حتى يعم الاستقرار. إنهاء أسباب الانقسام من جهته يقول الكاتب والصحفي الفلسطيني مصطفى الصواف إن قضية إنهاء الانقسام تعتبر مطلبًا شعبيًّا فلسطينيًّا، وهو مطلب حقيقي من قبل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأضاف: "لكن السؤال: كيف يمكن إنهاء الانقسام.؟، وهل الدعوات هي "من ينهي الانقسام؟"، أم العمل على إنهاء الأسباب التي أدت إلى الانقسام؟". وأردف الصواف خلال حديث ل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن على رأس ذلك هو أن تكون المصالحة على أسس وطنية وليس وفق رؤية أمريكية أو رضا صهيوني أو بضغوط عربية"، مؤكدًا أن إنهاء الانقسام بحاجة إلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وبحاجة إلى وقف الاعتقالات والملاحقات والإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح لحرية العمل السياسي والتنظيمي. وشدد الصواف على أن إنهاء الانقسام بحاجة إلى قناعة بأن الشراكة السياسية ضرورة وأن الماضي انتهى، مبينًا أننا "بحاجة إلى إستراتيجية فلسطينية جديدة تتماشى مع المتغيرات الحادثة على الأرض، بالإضافة إلى ذلك كله "يحتاج إلى إرادة حقيقية ورغبة في المصالحة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا". برنامجان مختلفان أما الصحفي والكاتب الفلسطيني إياد القرا فيقول: إن "الانقسام الفلسطيني هو نتاج انقسام بين برنامجين، الأول قائم على مقاومة الاحتلال الصهيوني، وحماية الجبهة الداخلية الفلسطينية معتمدة على امتدادها الاستراتيجي المتمثل في العربية والإسلامية، والثاني المضاد قائم على أن المفاوضات السلمية هي الخيار الاستراتيجي، والمترتب عليها علاقات أمنية مع الكيان الصهيوني، ومطاردة للمقاومة الفلسطينية". وأضاف القرا أن "هناك حاجة لنقاش فلسطيني داخلي مستفيض يناقش جانبين: الأول البرنامج السياسي الفلسطيني الرسمي بكافة جوانبه، معتمدًا على اتفاقيات ووثائق المصالحة الفلسطينية، مع معالجة متأنية لملفات المصالحة الفلسطينية المرتبطة بتسيير الحياة اليومية للموطنين، في قطاع غزة والضفة الغربية، من أجل إنهاء أثار الانقسام كي لا تفشل كافة الجهود". وحذر القرا بشدة من الدعوات التي يصدرها البعض لأسباب ترتبط بمأزق سياسي يعيش فيه ويحتاج إلى أي وسيلة للخروج منه. وفق أسس صحيحة ودعا مثقفون وسياسيون فلسطينيون إلى ضرورة التأسيس لوضع فلسطيني جديد، ينهي حالة الانقسام ويحقق مصالحة وطنية تعلي شأن المقاومة ويواجه المحتل الصهيوني ويعزز ويدافع عن الثوابت والحقوق الوطنية. وطالب هؤلاء في مقالات وآراء صحفية نشرت في وسائل الإعلام بتغيير الواقع الفلسطيني الحالي وطي صفحة الماضي، مشددين على ضرورة وقف المفاوضات مع العدو الصهيوني ووقف كافة أشكال التنسيق الأمني والعبث بالثوابت الفلسطينية. وشدد هؤلاء على أن تكون المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام على أسس صحيحة تنحاز للثوابت الوطنية الفلسطينية وتجعل خيار مقاومة الاحتلال هو الخيار الاستراتيجي.