وقع الطرفان المغربي والروسي مؤخرا على محضر يتعلق بتقييم المشاورات الروسية المغربية في قطاع الصيد البحري في أفق التوقيع على اتفاق إطار جديد في هذا المجال. ووقع على المحضر عن الطرف المغربي السيد الكاتب العام لوزارة الصيد البحري التيجاني الغانمي وعن الطرف الروسي السيد نائب رئيس لجنة الصيد البحري فيتا شيسلاف خلوخ وهما اللذان قادا المشاورات التي جرت بين الطرفين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشاورات والمحادثات جاءت تتويجا لمثيلتيها التي جرت بالرباط حين زار وزير الخارجية الروسي إيغور إفانوف المغرب من ثاني أبريل الجاري وإلى غاية الرابع منه بدعوة من مثيله المغربي السيد محمد بن عيسى. وأكد السيد الكاتب العام لوزارة الصيد البحري أن المشاورات التي تمت بين الطرفين المغربي والروسي طبعتها أجواء فتحت الطريق للتوقيع على اتفاق إطار جديد يأخذ بعين الاعتبار أولا الإكراهات المرتبطة برغبة المغرب الأكيدة في الحفاظ على ثروته السمكية وموارده البحرية وثانيا اعتبار الجانب الاجتماعي وإيلائه الأهمية المطلوبة. وللإشارة فقد سبق لوزير الخارجية والتعاون المغربي السيد محمد بن عيسى أن قام بزيارة عمل لروسيا خلال يومي التاسع والعشرين والثلاثين من شهر يناير الماضي تناول خلالها الطرفان عديدا من القضايا ذات الصبغة المشتركة منها قضية الصيد البحري. كما أن الطرف الروسي في شخص وزير خارجيته إيغور إيفانوف كان قد عرض وساطة بلاده نحو إيجاد حل لقضية الصحراء بين الطرفين المغربي والجزائري، فكان ذلك إيذانا ببداية تقارب حاصل بين الرباط وموسكو خاصة في ظل الغموض والاضطراب الذي ساد العلاقة المغربية الأمريكية لصالح جارتنا الجزائر. وأفادت مصادر صحافية مطلعة أن الغانمي أعلن في تصريح له بأنه نبه الجانب الروسي إلى أن أمر التوقيع على هذا المحضر لا يتعلق بسريان مفعول الاتفاق الموقع بين الطرفين سنة 1995 والذي انتهت صلاحياته سنة 1999، قدر ما يتعلق الأمر بالرغبة في التوصل إلى شكل جديد للتعاون يأخذ بعين الاعتبار أساسا رغبة المغرب وحرصه على ضمان حماية موارده السمكية والبحرية. وفي نفس السياق نسجل أن نشاط الديبلوماسية المغربية في اتجاه روسيا عرف في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا، ذلك أن العاهل المغربي بعث وزير التشغيل المغربي عباس الفاسي يوم السبت 23 مارس إلى الرئيس الروسي مصحوبا برسالة إليه تتناول قضية الصحراء المغربية ونقاشات مجلس الأمن المقبلة حول هذه القضية والمقررة في نهاية أبريل الحالي، وإلى ذلك أشار الكاتب العام لوزارة الصيد البحري حين أعلن أن المغرب من الآن سينفتح على أي شكل من أشكال التعاون مع روسيا يراعي مصالح البلدين مؤكدا أن سفر الوفد المغربي لموسكو مؤخرا يعكس إرادة المغرب في السير إلى الأمام في ما يتعلق بتعزيز التعاون مع روسيا في مجال الصيد البحري كما أن زيارة وزير الخارجية الروسي للمغرب إيغور إيفانوف البارحة دخلت في سياق المزيد من تعميق العلاقة المغربية الروسية. ويشار إلى أن الاتفاق الإطار الجديد الذي يجمع الطرفين المغربي والروسي يفتح آفاقا جديدة في عدة مجالات منها البحث العلمي وتكوين الأطر المغربية العاملة في مجال الصيد البحري. خاصة وأن حجم المبادلات التجارية والتعاون العلمي في تزايد مستمر بين البلدين. عبد الرحمان الخالدي